Oliver كتبها
مسيحنا حلو.كل وعد لشعب الله صار لنا.النار التى لم تحرق العليقة حل بيننا و صرنا نلبسه فى المعمودية.العليقة التى رآها موسى النبى صارت أمنا و فخر جنسنا.مدن الملجأ التى خصصها لشعبه للهرب من أحكام الموت إجتمعت فى المسيح حصننا و ملجأنا.جعل كنيسته ملجأ و جسده على المذبح حياة.جعل تعليمه ملجأ و الصوم حسب تعليم المسيح يسوع هو أحد مدن الملجأ.يش20: 7-8.
 
لأن الصوم مدينة ملجأ فإن المسيح أسس هذه المدينة بصومه.هو جعل صومه ملجأ لصومنا.
 
الصوم  أحد مدن الملجأ الروحية.نهرب إلى الصوم من ثقل الجسد.هناك تسقط أحكام الجسد التى تميت القلب. كانت هناك خمس مدن للجوء أحدهما راموت أى المرتفعة.هنا الصوم.هذا الإرتقاء الروحى.ليس بحسابات الجسد بل بنمو المحبة فى القلب.
 
صوم الميلاد هو إعداد الكيان للإتحاد بالله.كلما بدأ تجهيز هذه المغارة المقدسة كلما شملنا فرح التجسد الإلهى.نصير أبناء العذراء و يوسف روحياً.نصير وسط الرعاة و أصدقاء المجوس.الصوم يضعنا على الطريق لكنه ليس هو نفسه الطريق بل المسيح.
 
الصوم ليس إرتباكاً بتدبير الجسد بل ترتيباً لتدبير الروح التى تشتاق إلى تخفيف وطأة الجسد عليها.
 
الصوم للجسد هو إنقطاع عن الطعام لكنه للروح هو نهم للغذاء الروحى و طعام  آخر تتلذذ به.فإن لم يصاحب الجوع الجسدى شبع روحى يتحول الصوم إلى تعذيب للجسد لا جدوى منه .
 
ليكن المسيح هدفاً للصوم كى نستحق بركات تجسده العجيب.و لتكن شخصيات الميلاد نموذجاً فى القلب فنهيئ مغارتنا مثلما كان هؤلاء القديسون العظماء.
كثيرون يصومون و لا يفتخرون قدام الناس لكنهم يفتخرون قدام أنفسهم.يشعرون بالرضا على أنفسهم فقط لأنهم يصومون.ليس الصوم وسيلة لإرضاء النفس و لا حتى لإرضاء الله لكنه وسيلة لمحبة الله. الصوم لا يكفي وحده لإرضاء الله لكنه متى إمتزج بالمحبة للناس و كل الخليقة يكون مفرحاً لقلب الله.
 
الرب يجعل الصوم سلماً نصعد عليه فى سماء الفضائل.متى وجدنا هذا السلم نضعه على أرض صلبة من الإتضاع و الوداعة حتى إذا صعدنا عليه لا يهتز بنا و لا نسقط منه.ليكن صومنا فرح بالثالوث القدوس.عشرة إلهية تبدأ و لا تنتهى.
 
من لجأ إلى قلعة الصوم الروحى هرب منه الشيطان الذى يهرب من القوات السمائية.
 
الصوم الروحى يؤهلك لمعاينة ما قد فاتك حتى من قبل أن توجد و معاينة ما سيكون لنا من عشرة إلهية  فالصوم هو إنفتاح للعين الروحية على شجرة الحياة.نهنئكم بالصوم الروحى المبارك.