كتبها Oliver
أراك سيدي . تمسك عملتهم بيدك الطاهرة .. تسألهم لمن الصورة ؟ فيجيبون لقيصر. و أسمعك تقول إذن إعطوا للصورة أموالها. أما الأصل الذي هو أنت أيها الملك فأنت لا تحتاج إلي عملة . و لا جنسية أرضية. و لا مكان تسند فيه رأسك. لأنك أنت السماوي الجالس علي الدوام في يمين العظمة.

لذا ليس من مشتهيات العالم ما يضاهي يمين الآب . لا يوجد في كل الأرض و لو قبس بسيط من أمجاد المملكة السماوية.

مملكتك بلا عملة . لا يبيعون فيها و لا يشترون. بل نأخذ كل ما فيها مجاناً . مستمتعين بأنك إشتريتنا من وسط الشعوب و القبائل و الأمم و الألسنة. ما حاجتنا إلي سواك.

مملكتك بلا ظلمة. النور فيها ينبع منك أنت. يخرج ضياءك فيبهر الناظرين فيرون الأبدية في نورك. و يفهمون من ضياءك ما لم يخطر ببالهم من قبل.

مملكتك بلا أرض. فهنالك الأرض الجديدة التي لا تستند علي جاذبية غير مرئية. بل تستند علي ذراعك المرئى الأبدي.

مملكتك سلطانها ما لن يزول. يفرح فيها عبيدك بسلطانك . يجدون فيه ميراثهم. لأنك دعوتهم أبناءاً فصاروا بني الملكوت.

مملكتك بلا نزاعات . فهي ممتلئة حباً و سلاماً و العدل يجري فيها. هذا الذي لم تبصره الأرض و لا عاش في كنفه الناس.

مملكتك بلا حاشية أو متسلقين. فأنت الكائن في الوسط. ليس من يحجبك ليظهر هو. ليس من يريد سواك. أنت مركز كل ما فيها و فيك وحدك تحلو كل المطامع و تحل لنا.

مملكتك بلا مطامع لأنك فيها تملأ الكل شبعاً و رياً. لا عطش و لا جوع هناك.

مملكتك بلا نقائص. لا يحتاج سكانها إلي أي شيء. فأنت فيها كل شيء كل ما يخطرعلي  بال. بل تجعل في مملكتك ما لم يخطر ببالنا فتصنع فينا أشواقاً جديدة لأمور روحية لم نختبرها علي الأرض.

مملكتك شركة مقدسة مع الآب و الروح القدس. أساسها لا يتزعزع. شركة لا تنفض و لا تفتر. شركة في الطبيعة التي لا تموت. شركة في كل ما هو فوق الأفكار و التصورات. شركة تبقي إلي الأبد  بغير إنفصال . شركتك مملكة و مملكتك شركة.

ما أحلي أن يصبح ملكنا هو أنت أيها الوديع الجبار. المتضع المخوف. القوي صانع السلام. المملوء قداسة مخلص الجميع.ما أحلاك أيها الرب يسوع. لأنك بالحقيقة رئيساً مشيراً أباً أبدياً.أنت الملك و الأب الحنون و الراعي الصالح. أنت المشير المحب. أنت الرئيس المفرح القلوب. ما أحلاك .

ما أحلي مملكتك. تفوقت علي كل من تباهي بالأرض الزائلة و ممالكها. صرت لنا عهداً يكفينا فلا نريد سواك.

ما أعظم المملكة التي صانعها هو رب الجنود. جنودها ملائكة. سكانها قديسون. فيها تعود الحقوق. و الفرح لا ينقطع منها. اللغة سمائية. و الأرباح أبدية. و العمق في محبتها .مملكتك لا أول و لا آخر لها.

لذلك نفرح جميعاً بقولنا ليأت ملكوتك.