ياسر أيوب
فى حدث استثنائى نادرا ما تشهده رياضة العالم بمختلف ألعابها وكل بطولاتها.. وقف الشقيقان عبدالعزيز وعزمى محيلبة على منصة التتويج فى بطولة كأس العالم للرماية التى استضافتها قطر منذ أيام.. فمن الطبيعى والعادى أن تكون هناك أسر كثيرة لها أكثر من ابن أو بنت يمارسون الرياضة ويتفوقون فيها بدرجات مختلفة.. ومن الممكن أن يلعب شقيقان معا نفس اللعبة فينجح أحدهما عالميا ويبقى الآخر محليا.
أو ينجح الاثنان عالميا لكن ليس فى بطولة واحدة لفارق السن أو الظروف.. أما عبدالعزيز وعزمى فهما شقيقان من الإسكندرية فازا فى بطولة كأس العالم الأخيرة وتسلم عبدالعزيز ميدالية الذهب وفاز عزمى بميدالية الفضة.. وكان المفترض أن يقف قبلهما على منصة التتويج محمد عزمى محيلبة.. لاعب الرماية السابق بنادى الصيد بالإسكندرية الذى علم ولديه منذ طفولتهما لعبة الرماية وبدأ تدريبهما ويغرس تحت جلد كل منهما حلم التألق والبطولة.
واختار رماية التراب لعبدالعزيز ورماية الأطباق لعزمى.. وحين كبر الولدان زادت قناعة الأب بما يملكه من خبرة باللعبة أن ولديه سيكونان من أبطالها الكبار.. وأدرك أنه لابد من بداية مرحلة جديدة يبتعد هو فيها عن دور المدرب فاستعان بمدربين من إيطاليا واكتفى الأب بالمساندة النفسية.. وكان على استعداد للتضحية بكل شىء من أجل ولديه ونجاحهما.. وكانت الدموع تملأ عينيه كلما فاز الاثنان ببطولة أو ميدالية.
فقد كان الاثنان هما رهان العمر والحلم الوحيد الذى عاش الأب من أجل تحقيقه.. وكان يحرص أن يكون معهما فى كل بطولة أو يتحدث معهما تليفونيا قبل اللعب.. وتحقق الحلم وأصبح عزمى هو المصنف الأول عالميا وعبدالعزيز هو السابع عالميا وتم تسجيل الشقيقين فى موسوعة جينيس العالمية لكثرة بطولاتهما ونجاحاتهما.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقف فيها الشقيقان على منصة تتويج نفس البطولة.
فقد سبق أن حققا هذا الإنجاز منذ عامين فى إيطاليا لكن كان عزمى هو صاحب الذهب، بينما فاز عبدالعزيز بالبرونز.. ولو جرت هذه الحكاية فى بلد آخر كانت ستلتفت الصحافة والتليفزيون لهذه الحكاية الاستثنائية بل ربما كان العالم سيشاهد أيضا فيلما سينمائيا عن الأب وولديه أبطال العالم مثل ريتشارد وسيرينا وفينوس ويليامز.. ولم نكتف نحن فى مصر بالتجاهل إنما كانت هناك بلادة وقسوة فى تهنئة الكثيرين لعزمى بميدالية الفضة وتجاهل تام لشقيقه عبدالعزيز وميدالية الذهب.
كأن عبدالعزيز ليس مصريا وليس بطلا هو الآخر.. وقد سبق أن رفض الشقيقان عروضا كثيرة للعب بأسماء دول أخرى اعتزازا بمصر والإسكندرية ونادى الصيد الذى وفر لهما كل الإمكانات.
نقلا عن المصري اليوم