القمص اثناسيوس فهمي جورج
شهدت القديسة مارينا ،  للحق وظفرت بالمواعيد الصادقة ، مجتازة العذابات بسمو ايمانها وثباتها . ذاقت العذابات وتعرت من ملابسها .. جلدت ورفعت بالحبال وحرقت أعضاءها بالنار عضوا عضوا ، وقد زادوا في تعذيبها ، لكن الله انقذها وعزاها كما الثلاثة فتية في  الاتون . هاج عليها الشيطان في هيئة  التنين ، الذي ينفث نارا مستعرة ليفترسها  ، لكنها غلبته بقوة اشارة علامة الصليب المحيي واسم يسوع المسيح الغالب  . صارعت  الابالسة وهزمت مكايد اعمالهم المخالفة التي تخالف وصايا  الله ، وتستهدف ان توقف مسيرتها الحسنة في تدبير الروح .  

اما مارينا المجاهدة فقد  قاومت  التنين راسخة في الأمانة  ، حتي شهادة الدم  ،  ولبست لباس الجندية بسلاح الله الكامل ، كي تقدر علي الثبات ضد مكايد الشرير  .  طالبة عون الرب علي نحو غير محدود  ، لابسة الثياب البيض ومتوجة  باكليل الغار والفخار  .  فورثت المجد والفرح غير الفاني ...لسانها المقدس هزم التهديدات ، وفرت امام قداستها اعوان الشر هاربة ...   . انحل عنفهم  مثل الدخان بقوة معونة الرب وباشارة علامة صليبه المحيي  .بشفتين نقيتين سبحت وسجدت  مصلية ، طالبة مراحم الله كي يكمل جهادها بسلام ،  ويمكنها من  وصولها الي كورة الاحياء في العيد الدائم .يالها من سيرة ملحمية passions  لبطولة ، عروس الختن  ،  سجلتها ا الكنيسة  ضمن علم  ( الهاجيوجرافيا  -   hagiography ) --  سير الشهداء -- ، لتعبر عن تاريخ خبرة الكنيسة الجامعة  في عصر الاستشهاد ، لشهيدة منتخبة لم تخجل ولم تستح  بشهادة ربنا يسوع ، بل اشتركت في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله ( ٢ تي ١ : ٨ ) .  ضمن نماذج شهود الايمان ، كي ننظر الي مثالها والي نهاية سيرتها لنتمثل بها  .

فان الرب حاضر معنا يسندنا ويعين ضعفنا ويقبلنا وهو الذي يثبتنا عندما نخور ، يحضر معنا وهو فينا ، ويصبرنا علي المسير بتعزياته وعلاماته الصادقة  ، فلنبعد اليوم في  ٢٣ هاتور  مع  كنيستنا القبطية الفاخرة بتذكار تكريس كنيستها ولنمجد اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح ، كي نتمم خلاصنا بخوف ورعدة الي نفس اخير . بركة شفاعة الشهيدة مارينا  عند ربنا القدوس تكون معنا حتي نكمل نحن ايضا ،  نحو ميراث   نصيب الحياة الابدية الذي نسعي لبلوغه . ولله الثالوث القدوس المجد والكرمة الي كمال الدهور كلها .. فيايسوع مليكنا ومخلصنا ان شهيدتك تناديك : ياختني الحقيقي اني اشتاق اليك واطلب معونة مجدك ، فاقبلني لاني ذبحت لك لاحيا معك كل حين ، واصطبغت  بدم شهادتك لانال جائزة الظفر من يدك ايها المحسن لنفسنا محب البشر الصالح والممجد مع ابيك الصالح والروح والقدس الي الأبد امين