محرر الأقباط متحدون
مع استئناف القتال في قطاع غزة بعد هدنة تم التوصل إليها بوساطة مصرية وقطرية ندد جايسون لي، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأوضاع الخطيرة الراهنة في القطاع، لافتا إلى أن أكثر من مائة شخص لقوا مصرعهم منذ نهاية الهدنة، في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى مقتل ثمانية آلاف قاصر منذ بداية الحرب. في غضون ذلك تراجع عدد الشاحنات التي دخلت القطاع من معبر رفح بنسبة الثلث قياساً عما كان الوضع عليه قبل السابع من أكتوبر، وفقا للمنظمات الدولية.
قال السيد لي في تصريح للصحفيين، بعد عودته من القطاع، إن الهدنة ليست بديلاً لوقف إطلاق النار، مضيفا أن ما يجري في غزة لم يسبق له مثيل، وأنه لا توجد اليوم أي وكالة إنسانية قادرة على التعامل مع الأوضاع الطارئة بمفردها. وجاءت تصريحاته غداة نهاية الهدنة بين إسرائيل وحماس، مع العلم أن هذا الاتفاق أثمر في الإفراج عن مائة وعشر رهائن إسرائيليين وإطلاق سراح مائتين وأربعين معتقلاً فلسطينياً كانوا قابعين في السجون الإسرائيلية. ولفت إلى أن الأوضاع آخذة في التدهور، وقد أشارت مساء أمس الجمعة وزارة الصحة في القطاع إلى أن مائة وتسعة أشخاص على الأقل قُتلوا منذ استئناف القتال.
تشير مصادر المنظمة، المعنية منذ أكثر من مائة عام في مساعدة الأطفال في مناطق الصراعات، إلى أنه منذ بداية الصراع ثمانية آ لاف طفل وقاصر قُتلوا أو فُقدوا، كما يصاب واحد كل خمس دقائق، واللافت أن سبعة قتلى من بين عشرة هم من النساء والأطفال. وخلال العمليات العسكرية وصلت بعض المساعدات الإنسانية إلى القطاع من خلال معبر رفح الخاضع لسيطرة القوات المصرية، كما سبق أن أعلنت مصادر الأمم المتحدة، بيد أن "أنقذوا الأطفال" تعتبر أن حجم المواد الأولية ليس كافياً لسد احتياجات مليون وثمانمائة ألف من المهجرين. وتؤكد وكالة "أوكسفام" أن أكثر من ألف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت إلى القطاع، مع ذلك إن هذا العدد يقل بنسبة الثلث عن عدد الشاحنات التي كانت تدخل إلى غزة قبل الأزمة.
يقول السيد جايسون لي إنه خلال تواجده في القطاع احتمى في بعض الملاجئ التي يستخدمها السكان، لكنه أشار إلى أن آلاف الأشخاص لا يجدون ملجأ لهم، هذا فضلا عن النقص الحاد في المياه والطعام، وأضاف أنه تعرف على عائلة تبحث بيأس عن الحليب لطفل رضيع ماتت والدته. وتعتبر "أنقذوا الأطفال" أن عدم تمديد الهدنة يحكم بالإعدام على عدد كبير من أطفال القطاع، موضحة أنه في كل مرة تبوء الجهود الدبلوماسية بالفشل ينعكس الأمر سلباً على الأطفال في غزة وإسرائيل والضفة الغربية، الذين يواجهون خطر الموت بسبب القنابل والجوع والأمراض والعطش.
بعدها أكد مدير المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن ستة وخمسين يوماً من العنف الشديد والدمار تسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة، معتبرا أن الهدنة التي استمرت لسبعة أيام لم تسمح للمنظمة بأن توصل إلى القطاع المساعدات وطواقم العمل من أجل إنقاذ حياة مليون ومائة ألف قاصر ومساعدة عائلاتهم.
في غضون ذلك أعلنت الولايات المتحدة أنها تريد مواصلة العمل من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة، ووجهت إصبع الاتهام إلى حماس، محملة إياها مسؤولية خرق الهدنة، في أعقاب الهجوم الذي وقع في القدس يوم الخميس، وتبنته الحركة الإسلامية. وقد أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن استئناف القتال لا يعني توقف المفاوضات الهادفة إلى إطلاق سراح مائة وسبعة وثلاثين من الرهائن الذين ما يزالون محتجزين لدى حماس. ولفتت المصادر نفسها إلى أنه في حال الإفراج عن عشر نساء ستدرس إسرائيل إمكانية تطبيق هدنة ليوم واحد.