محرر الأقباط متحدون
 قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله صباح هذا اليوم لوفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة حيفا حيث استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم ومؤكدا على عراقة الحضور المسيحي في هذه البقعة المباركة من العالم وقال سيادته في كلمته بأننا نريد مسيحيين حقيقيين وليس مسيحيين مزيفين يدعون الانتماء للمسيحية ولكنهم لا يعرفوا شيئا عن روحانيتها وقيمها ورسالتها .

المسيحية ليست شعارات وليست اوشاما ترسم على الاجسام بقدر ما هي محبة لا حدود لها فالصليب المقدس قبل ان يكون معلقا على صدورنا يجب ان يكون مغروسا في قلوبنا وما قيمة الصليب الذي يتزين به البعض اذا لم يكن موجودا في وجداننا وفي حياتنا لكي يقوينا ويعزينا ويرشدنا الى الطريق القويم .

من المؤسف ان نرى اليوم ان هنالك مسيحيون يدعون انهم مسيحيين ولكن ما ينادون به لا علاقة له بالمسيحية لا بل بعضهم اصبح منخرطا في اجندات ومشاريع وبرامج معادية للكنيسة ورسالتها وحضورها في هذه البقعة المباركة من العالم .

ان وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصات اعلامية لهؤلاء وهذه هي احدى سيئات وسائل التواصل الاجتماعي انها توفر منصات اعلامية لاولئك الذين يبثون سمومهم وخطاب الكراهية والتجرد عن اية قيمة انسانية وروحية نبيلة .

نحمد الله ان هؤلاء هم قلة في عددهم ولكنهم يشكلون خطرا كبيرا على الحضور المسيحي ولربما اخطر من اي شيء اخر لانهم يسعون لتدمير الكنيسة من الداخل ويسعون للمس بقيم المسيحية وهم الذين يدعون الحرص عليها ولكنهم لا يعرفون شيئا عن قيم الانجيل ورسالته في هذا العالم .

ان مواجهة هذا المد لا يمكن ان تكون الا من خلال التوعية والدور الذي يجب ان يقوم به الرعاة مع تأكيدنا بأن هذه الفئة من المنحرفين والضالين نحن لا نعاديهم فنحن لا نعادي احدا ولا نكره احدا ولكننا نصلي من اجلهم ومن اجل هدايتهم لكي يتوقفوا عن اساءاتهم للكنيسة ولقيم الانجيل المقدس في مجتمعنا .

عدونا ككنيسة وكمؤمنين هو في بعض الاحيان يكون اشخاصا يدعون انهم مسيحيون ولكنهم يشكلون ظاهرة كارثية على الحضور المسيحي تحتاج الى المعالجة والى الاهتمام بشبابنا وتوعيتهم ، فوجود الظاهرة الداعشية التي نعرف من اوجدها ومن هو المستفيد منها لا يبرر وجود داعشية " مسيحية " وان كنا نتحفظ على هذا المصطلح لانه ليس موجود عندنا ، وذلك اعتقادا منا بأن مواجهة الكراهية والعنصرية التي يتعرض لها المسيحيون لا يمكن ان تكون من خلال ايجاد كيانات عنصرية عندنا كمسيحيين منعزلة عن محيطها العربي ومحيطها الوطني .

البعض يريدنا ان نكون في حالة تيه وضياع وكأننا نعاني من ازمة هوية والحقيقة انها موجودة في عقول هؤلاء الذين يدعون ان هنالك ازمة ، فهويتنا واضحة المعالم في هذه الديار فنحن مسيحيون ونفتخر بهذا ونفتخر بأننا ننتمي الى اول كنيسة شيدت في العالم ونحن فلسطينيون نفتخر بانتماءنا لهذا الشعب ونتمنى ان تتحقق العدالة في هذه الديار لكي ينعم شعبنا بالسلام الحقيقي الذي يضمن الحقوق والعيش الكريم بحرية وكرامة وسلام في هذه البقعة المباركة من العالم .

لسنا اقلية مهمشة او مستضعفة او مضطهدة ونحن نرفض ان يصفنا احد بأننا اقلية في وطننا سواء هنا في هذه البقعة المباركة من العالم ام في هذا المشرق ، والمسيحيون في هذه الديار هم مطالبون بأن يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر بركة لسكان هذه البقعة المباركة من العالم .
لا نؤمن بالكراهية والعنصرية والعنف والقتل وثقافة الانتقام فهذه هي ثقافتنا وهذه هي قناعتنا التي لا يمكن ان تتبدل وان تتغير ، بل نحن دعاة خير ومحبة وسلام واحترام متبادل بين الانسان واخيه الانسان .

نفكر بأهلنا في غزة في هذه الاوقات العصيبة ونصلي من اجلهم ومن اجل ان تتوقف الحرب والتي ضحاياها هم من المدنيين والابرياء وخاصة الاطفال.
قدم سيادته للوفد شرحا تفصيليا عن تاريخ كنيسة القيامة ومن ثم اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات مؤكدا على اهمية الانتماء المسيحي الحقيقي القويم وكذلك الوعي والرصانة والحكمة في مواجهة التيارات المنحرفة وفي مواجهة اولئك الذين يريدون للمسيحيين ان يتخلوا عن هويتهم وانتماءهم وحقهم في ان يدافعوا عن شعبهم وعدالة قضية هذا الشعب المظلوم.