توقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجنرالاته، قد يبدو أنهم استجابوا لإصرار الرئيس الأمريكي جو بايدن على وضع خطة ما بعد الحرب لغزة، ولكن أفكارهم، بقدر ما هي معروفة "مرفوضة وغير عملية".
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها أن الحل الأول هو إنشاء منطقة عازلة دائمة من خلال اقتطاع الأراضي النادرة من قطاع غزة المكتظ بالسكان، والحل الآخر هو استئناف الاحتلال العسكري المفتوح بشكل فعال بينما يتم تنفيذ "نزع السلاح" و"نزع التطرف" للسكان.
وذكر التقرير أنه في الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو رفضا قاطعا اقتراح بايدن بأن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب، فإن المسؤولون يتوقعون صراعا طويل الأمد ومتعدد المراحل يخفف تدريجيا من التصعيد وربما يمتد حتى عام 2025.
في هذا الإطار، رأى التقرير أن الخطط الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم أحياء غزة إلى مئات من المناطق الصغيرة التي يفترض أنها آمنة، والتي من المفترض أن يتم توجيه المدنيين إليها ذهابًا وإيابًا، يومًا بعد يوم، بل وحتى ساعة بعد ساعة، هي "خطط غير قابلة للتنفيذ وغير مقبولة"؛ لتجنب تحول موجات القتال.
ونوه إلى أن استخدام السكان رمز الاستجابة السريعة المرتبط بموقع عسكري إسرائيلي يخبرهم بموعد ومكان الإخلاء، هو أمر غير واقعي على الإطلاق في منطقة تتعرض لإطلاق النار وحيث لا يمكن الاعتماد على الاتصالات السلكية واللاسلكية، فضلًا عن أنه من “المعيب حتى التفكير في معاملة الأسر المذعورة والمتشردة والأطفال المصدومين وكأنهم خراف في حظائر"، وفق نص التقرير.
الجنوب أصبح منطقة قتال خطيرة
وبشأن توجه جيش الاحتلال إلى خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة، حيث يعتقد أن زعيم حماس يحيى السنوار يتمركز فيها، قال التقرير: إن المنطقة أصبحت الآن "منطقة قتال خطيرة"، يهدد بسقوط المزيد من الضحايا على نطاق واسع في الأيام المقبلة.
وأوضح أن هذه هي المنطقة التي صدرت تعليمات للفلسطينيين من الشمال بالهروب إليها عندما بدأ الغزو البري، متسائلًا: إلى أين سيذهبون الآن من الناحية الواقعية؟ في البحر؟، قبل أن يلفت إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يزيد من الشكوك في أن هدف إسرائيل النهائي يتلخص في فرض نزوح جماعي للفلسطينيين على غرار ما حدث في عام 1948 إلى الدول العربية المجاورة ــ وهو ما يعني في واقع الأمر نكبة ثانية.