( 1888- 1956 )
إعداد / ماجد كامل 
يمثل الأديب والمفكر الكبير الدكتور محمد حسين هيكل ( 1888- 1956 ) أهمية كبيرة في تاريخ الفكر المصري ؛ فهو صاحب اول رواية مصرية "زينب "  وهو ايضا مؤسس جريدة " السياسة الأسبوعية " التي لعبت دورا  خطيرا ومؤثرا في الثقافة  المصرية .  أما عن محمد حسين هيكل نفسه ؛ فلقد ولد في 20 اغسطس 1888 في قرية كفر غنام مدينة المنصورة .  ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ حيث حصل علي الشهادة الابتدائية سنة 1900 من مدرسة الجمالية ؛ وعلى شهادة البكالوربا من المدرسة الخديوية عام 1905  حتي تخرج في كلية الحقوق الخديوية بالقاهرة عام 1909 ؛ ثم سافر إلي فرنسا لدراسة القانون من جامعة السوربون عام 1912 . ؛ وكان موضوع الرسالة " دين مصر العام  " الذي وضح فيه مرض مصر الاقتصادي منذ عهد الخديوي إسماعيل ؛  ولدي رجوعه   إلي مصر عمل بالمحاماة 10 سنين ؛ كما عمل بالصحافة وتواصل مع الأستاذ أحمد لطفي السيد  ( 1872- 1963 ) الملقب بأستاذ الجيل ؛ وعين عضو في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923 ؛ ثم أسس جريدة أسبوعية بأسم " السياسة الأسبوعية " كانت لسان حال حزب "  الأحرار الدستوريين "  . أختير وزيرا للمعارف  في الحكومة التي شكلها محمد محمود عام 1938 . ثم  أعيد تعيينه وزيرا للمعارف مرة أخري عام 1940 في وزارة حسين سري ؛ وظل بها حتي عام 1942 ؛ ثم عاد وتولي نفس هذا  المنصب للمرة الثالثة عام 1944 وأضيفت  إليه وزارة الشئون الإجتماعية عام 1945 . 
 
وفي مجال العمل السياسي عمل نائبا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين عام 1941 ؛ ثم تولي رئاسة الحزب عام 1943 ؛  وظل رئيسا له حتي ألغت حكومة الثورة  الأحزاب  . كما  تولي رئاسة مجلس الشيوخ عام 1945 ؛ وظل يواصل رئاسة المجلس التشريعي حتي يونية 1950  حيث أصدرت حكومة الوفد الشهيرة قرارها بإخراج هيكل وكثير من اعضاء المعارضة من المجلس . ولقد ظل يكتب ويعمل حتي توفي صباح يوم السبت الموافق 8 ديسمبر 1956 عن عمر يناهز 68 عاما تقريبا .
 
ولقد  أثري  المفكر الكبير المكتبة الأدبية  بالعديد من الكتب والمؤلفات القيمة نذكر منها :- 
1-حياة محمد .
2-حياة أبو بكر . 
3-حياة الفاروق . 
4- حياة عثمان . 
5- تراجم مصرية وغربية .
6-ثورة الأدب .
7-الشرق الجديد .
8-شرق وغرب .
9- في أوقات الفراغ . 
10- هكذا خلقت .
11- ولدي .
12- مذكرات الشباب .
13-في منزل الوحي . 
14-عشرة أيام في السودان . 
15-الأدب والحياة المصرية .
16-الإمبراطورية الإسلامية . 
17-بين الخلافة والملك عثمان بن عفان . 
18- جان جاك روسو .
19- الإيمان والمعرفة والفلسفة .
20-قصص مصرية .
( محمد مؤنس عوض :- رواد تاريخ العصور الوسطي في مصر ؛ سلسلة تاريخ المصريين ؛ الكتاب رقم 260 ؛ صفحتي 372 و373 ) . 
وكان يكتب مقالات أسبوعية في "جريدة السياسة " وهي جريدة يومية  أسسها حزب الأحرار الدستوريين في 31 اكتوبر 1922 لتكون لسان حال الحزب ؛  . ثم أصدر هيكل بعدها "جريدة السياسة الأسبوعية " كمجلة ثقافية  فكرية ؛ وصدر العدد الأول منها في يوم 13 مارس 1926 ؛ ولقد حدد هيكل هدف السياسة الأسبوعية أن تكون ( صلة الثفافة وتبادل الفكر بين الشرق والغرب )  وكان يكتب فيها صفوة رجال الفكر في مصر نذكر منهم علي سبيل المثال ( طه حسين –محمد صبري السربوني –مصطفي عبد الرازق – محمد عبد الله عنان – إبراهيم عبد القادر المازني – محمد توفيق دياب – محمود عزمي – إسماعيل مظهر –  فكري أباظة  .... الخ ) . 
 
ولقد عبر هيكل عن الروح المصرية في كتاباته ؛ فلقد كان حريصا أن يتولي المصريون أنفسهم وليس الأجانب الكشف عن آثار أجدادهم ؛ ودعا الي استلهام الحضارة المصرية القديمة حرصا علي التواصل الحضاري حيث قال بوضوح ( لا سبيل إلي إنكار ذلك الاتصال النفسي الوثيق الذي يربط تاريخ مصر منذ بدايته حتي عصرنا الحاضر  ..... هذا الاتصال الوثيق الذي يجعل مصر وحدة تاريخية  أزلية خالدة  هكذا  نظر الي تاريخنا كتيار دافق  متصل ... الحضارة في مصر تيار متصل فرعونية ومصرية وعربية وإسلامية ) . ( لمعي المطيعي :-هذا الرجل من مصر ؛ دار الشروق ؛ صفحة 511 ). 
 
ولقد وصفه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين فقال عنه ( هيكل صاحب صحيفة يشرف عليها ويدبر أمورها ؛ ويكتب فيها فصلا كل يوم علي أقل تقدير ؛ وهو عضو في حزب سياسي يتحدث اليهم كل يوم في السياسة إذا كان الصباح ؛ فإذا كان المساء فهو أديب  يقرأ ... وعلي ذلك كله أب وزوج لا يبخل علي أسرته بحقها عليه ...  وهو صديق لا يبخل  علي أصدقائه 
 
بحقوقهم عليه ... والغريب مع هذا  كله أنك تلقاه فاذا هو رجل هاديء مطمئن ؛ كانه أفاق منذ حين قصير من نوم مريح  . فهو لم ينشط كل النشاط بعد ؛ ولكنه بعيد عن الجمود والفتور لا تكاد تتحدث إليه دقائق حتي يفتنك ويروعك فكأنك  تتحدث الي جني . ولكنه جني عذب الروح لذيذ الحديث ) . ( لمعي المطيعي :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 504 ) . 
 
ونختتم هذا المقال بعرض بعض الآراء المستنيرة التي قالها نذكر منها :- 
1-في حرية الفكر والتعبير :- 
 إن  أقل ما نطمع فيه ان تكون حرية البحث العلمي والاجتهاد الديني القائم علي تسامح الشريعة الغراء أمرا مقررا بحيث  لا يضار احد من ورائها ولا يترتب علي مخافة إنسان لغيره في الرأي أن يصاب بأذي أو يعتدي علي حقوقه . 
 
2-في تطور الحياة وتجددها :- 
إن كل ما هو تحت الشمس جديد لأنه دائم التجدد  . وكل إنسان منا جديد وهو كل يوم متجدد وكلما ازداد بما حوله من صور الحياة امتزاجا ازداد بهذا الامتزاج حياة وازداد بذلك تجددا . 
 
بعض مراجع ومصادر المقالة :- 
1-لمعي المطيعي :- هذا الرجل من مصر ؛دار الشروق ؛ الطبعة الأولي 1997 ؛ الصفحات من 504- 512 .
2-آرثر حولد شميث :- قاموس تراجم مصر الحديثة ؛ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المجلس  الاعلي للثقافة ؛  المشروع القومي للترجمة ؛ الطبعة الاولي 2003 ؛ الصفحات من 752- 757 .
3-محمد مؤنس عوض :- رواد تاريخ العصور الوسطي في مصر ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ سلسة تاريخ المصريين ؛ الكتاب رقم 260 ؛ 2007  ؛ الصفحات من 371- 377 . 
4-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث ( 1798- 2020 ) مكتبة الآداب ؛ 2020 ؛ صفحة 494 .