البابا فرنسيس يتسلم أوراق اعتماد ستة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي

محرر الأقباط متحدون

"إن العمل الدبلوماسي النبيل والصبور الذي تكرسون له أنفسكم لا يجب أن يسعى فقط إلى منع الصراعات وحلها، وإنما عليه أيضًا أن يعزز التعايش السلمي والتنمية البشرية للشعوب، ويعزز احترام الكرامة البشريّة، والدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف لكل رجل وامرأة وطفل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى ستة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي

تسلّم قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان أوراق اعتماد سفراء الكويت، نيوزيلاندا، ملاوي غينيا، السويد والتشاد لدى الكرسي الرسولي، ووجه كلمة للمناسبة رحّب فيها بالجميع وقال أرجو منكم أن تنقلوا إلى رؤساء دولكم مشاعر التقدير، مع التأكيد في الوقت نفسه على ذكري في الصلاة لهم ولجميع مواطنيكم.

تابع البابا فرنسيس يقول أنتم تبدؤون مهمتكم في مرحلة مضطربة بشكل خاص، مطبوعة بتكاثر الصراعات المسلحة، فيما أسميها منذ فترة طويلة حربًا عالمية ثالثة يتم خوضها على مراحل. وفي ضوء النطاق العالمي للصراعات الجارية، يجد المجتمع الدولي نفسه مضطرا لكي يواجه من خلال الأدوات السلمية للدبلوماسية، تحدي البحث عن حلول شاملة لأشكال الظلم الخطيرة التي غالبًا ما تسببها.

أضاف الأب الأقدس يقول في الإرشاد الرسولي الأخير "Laudate Deum"، لاحظت أنه لكي نواجه هذا التحدي هناك حاجة ملحة لإعادة تشكيل الدبلوماسية المتعددة الأطراف، من أجل تقديم إجابات ملموسة للمشاكل الناشئة واستنباط آليات عالمية قادرة على التعامل مع القضايا البيئية والصحية والثقافية والاجتماعية القائمة حاليا. إن العمل الدبلوماسي النبيل والصبور الذي تكرسون له أنفسكم لا يجب أن يسعى فقط إلى منع الصراعات وحلها، وإنما عليه أيضًا أن يعزز التعايش السلمي والتنمية البشرية للشعوب، ويعزز احترام الكرامة البشريّة، والدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف لكل رجل وامرأة وطفل، وأن يعزز نماذج تنمية اقتصادية وبشرية متكاملة.

تابع الحبر الأعظم يقول وفي هذا الصدد، يعرب الكرسي الرسولي عن اهتمامه الخاص بمستقبل بيتنا المشترك، ولاسيما بالآثار التي يمكن أن يخلفها تغير المناخ وتدمير البيئات الطبيعية على أفراد العائلة البشرية الأشدَّ ضعفًا. إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، COP28، الذي يُعقد حاليا في دبي والذي كنت أنوي أن أكون حاضرا فيه، قد يشكل خطوة تاريخية إلى الأمام في الاجابة بحكمة وبصيرة لهذه التهديدات الواضحة والحالية للخير العام العالمي. وكما ذكرت في كلمتي التي وجّهتها للمؤتمر، "إن الوقت مُلِحّ […] مستقبل الجميع يعتمد على الحاضر الذي نختاره". لنصلِّ لكي يتحد زعماء الأمم في اعتماد تدابير ملموسة تسمح لنا أن نسلم للأجيال المقبلة عالما أشبه بالحديقة الخصبة التي أوكلها الخالق لعنايتنا وإدارتنا.

وختم البابا فرنسيس كلمته إلى السفراء الجدد بالقول أيها السفراء الأعزاء، إن حضور الكرسي الرسولي ونشاطه داخل المجتمع الدولي هو مستوحى من الرغبة في تعزيز الأخوة الإنسانية وذلك السلام الذي، كما أعلن النبي إشعياء، هو "ثمرة العدل". وفيما تستهلّون مهمتكم، أقدم لكم أطيب تمنياتي، مصحوبة بالصلاة، على جهودكم في خدمة هذا المثال الأعلى العظيم، وأؤكد لكم الجهوزية والاستعداد الدائمَين لمكاتب الكوريا الرومانية لمساعدتكم في تتميم مسؤولياتكم. ليبارككم الله مع عائلاتكم وزملاءكم وأبناء أوطانكم.