Oliver كتبها
من عند الآب خرجت البشارة.من عند الآب خرج الإبن خبر البشارة المفرح.من عند الآب جاء رئيس ملائكته جبرائيل.حاملاً البشارة.أعظم بشارة.أن العذراء ستحبل و تلد لنا عمانوئيل.هذه هى البشارة الأم التى منها تنبثق كل البشائر.
 
قبلت أم النور البشارة الوحيدة التى كان كل محتواها يقول للعذراء (إفرحى يا مريم) .منها بدأ البشر يعرف السلام .فلم يكن الملاك المتقدم يقول للعذراء وحدها السلام لك يا مريم بل أيضاً يبشرالبشرية المتعطشة لسلام يأتى من الله.نعم العذراء وحدها التى صار الله من أحشاها جسداً لكن صار للبشرية الفرصة لكل من يؤمن بإبن لله إبن العذراء أن يتحد بنفس هذا الجسد باطنياً.
 
العذراء التى لم تعرف رجلاً صارت أُماً ليست من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل لكن بالروح القدس.على هذا المثال يتأهل كل من يؤمن بالثالوث القدوس أن يصير إبنا لله ليس من مشيئة رجل و لا من مشيئة جسد.بل من الله و لله. هى بشارة للجميع.
 
.قبول العذراء البشارة منحنا الفرصة  فى قبول كل ما صار بعدها من بشائر التجسد الإلهى و الخلاص الذى صارالإنجيل البشارة.لقد خدمت العذراء البشر خدمة لا محدودة بقبولها البشارة.
 
هذه البشارة نقطة تحول فى الوجود الإنسانى.لأن اللحظة التى قبلت فيها العذراء البشارة هى ذات اللحظة التي فيها صار المسيح  الرب على الأرض معنا. جنينا فى بطن العذراء.صارت طاعة العذراء مكسبا لخلاصنا.إن مهمة العذراء لم تنتهى بقبولها البشارة بل إبتدأت بقبولها البشارة.
 
 هذه هى بداية عهد كله بشائر.من بشارة رئيس الملائكة للعذراء  بدأت الآخبار السماوية تتدفق على الأرض.بدأت الكائنات السمائية تتراءى قدام الأرضيين.بدأت لغة جديدة تقترب من  مسامع البشر.بدأت  لنا معرفة جديدة .بدأت مفاهيم جديدة و أعمال جديدة  تعليم جديد و إيمان جديد.مع بشارة العذراء بتجسد المخلص بدأت كل البدايات المفرحة
 
لقد رأت العذراء كل البشاير في بشارتها.رأت أن تحية الملاك غير المعتادة لها هى نقطة تحول فى مصير البشر.رأت سلاماً لم يكن على الأرض.رأت نعمة و بركة.رأت ملكوت المسيح الأبدى فى قول الملاك أن المولود يجلس على كرسي داود و يملك على بيت يعقوب بلا نهاية.رغم أن الكلمات التى قيلت قليلة لكن كل عبارة منها كانت مفتاحاً للأبدية التى إليها نشتاق.و قد سكن العذراء هذا الإيمان فإنعكس على تسبحتها حين زارت أليصابات .رأت الخلاص كامن فى البشارة فقالت تبتهج روحى بالله مخلصى..كل البشاير كانت كامنة فى هذه البشارة العجيبة.
 
إنه العيد الذى منه أخذت كل أعياد المسيحيون مساراتها.فمن غير البشارة بالمسيح يسوع القدوس لا ميلاد و لا عماد و لا معجزات و لا صلب ولا موت و لا قيامة و لا صعود.فلننظر و نبتهج كم أثمرت طاعة العذراء لأجل مصير البشرية.