د. ممدوح حليم
كم هي عميقة وتستحق أن نتوقف عندها، تلك الكلمات التي قالها حنايا لشاول / بولس الرسول كارز المسيحية الكبير، وذلك في بداية إيمانه بالمسيح، قال له :
" إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته، وتبصر البار، وتسمع صوتا من فمه" (أعمال الرسل ٢٢: ١٤).
( انتخبك أي اختارك، البار : المقصود به يسوع المسيح).
وتلخص هذه الكلمات مجمل الإنجيل وفحوى الإيمان بالمسيح.
إن المؤمن بالمسيح مختار من الله.
لقد خاطب الرسول بولس مؤمني مدينة أفسس، فقال : " كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة" (أفسس ١: ٤)، اختارنا فيه: أي في المسيح .
وفي رسالة بطرس إلى المؤمنين بالمسيح يفتتحها بالقول:
" ١ بطرس، رسول يسوع المسيح، إلى ..... المختارين
٢ بمقتضى علم الله الآب السابق "(١ بطرس ١: ١، ٢)
نعم انت مختار من الله، انتخبك الله لتكون له من خلال المسيح يسوع. وذلك طبقا للنص الكتابي السابق لتحقيق ثلاثة أهداف:
(١) لتعلم مشيئته: لذا عليك أن تصلي وتقول " لتكن مشيئتك " وتتطلع لأن تكون في مشيئة الرب وتحققها. إن مشيئة الله صالحة.....
" ١١ لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم، يقول الرب، أفكار سلام لا شر، لأعطيكم آخرة ورجاء. ١٢ فتدعونني وتذهبون وتصلون إلي فأسمع لكم. ١٣ وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم. ١٤ فأوجد لكم، يقول الرب،". (إرميا ٢٩: ١١-١٤).
(٢) تبصر المسيح: فتلاحظه وتدركه في حياتك وتراه واقعا ملموساً فيها .
(٣) تسمع صوتا من فمه: ولا شك في أن الله يتحدث إلى الإنسان ويتواصل معه. إنه يتحدث إليك بصفة أساسية من خلال الكتاب المقدس . لكن قد يتحدث الله للإنسان عبر وسائل أخرى يطول شرحها. وعلى الإنسان أن يكون مرهف الحس فيدرك صوت الله وما يقوله له. فهل أدركت لماذا اختارك الله ؟ أم لا تهتم بهذا الاختيار......