محرر الأقباط متحدون
في كلمة موجهة إلى مسؤولي وموظفي مكتب المراجع العام الفاتيكاني الذين استقبلهم اليوم شدد البابا فرنسيس على أهمية عملهم داعيا إياهم إلى الانطلاق من المحبة والروح السينودسية.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين مسؤولي وموظفي مكتب المراجع العام الفاتيكاني. وسلمهم قداسته كلمة أعدها لهذا اللقاء رحب في بدايتها بالجميع معربا عن سعادته للقائهم مع قرب الاحتفال بالميلاد المجيد. وتوقف البابا عند هذا الجهاز الفاتيكاني مذكرا بتأسيسه تسع سنوات مضت من خلال الإرادة الرسولية Fidelis dispensator et prudens التي ضمَّنها قداسته بعض الإصلاحات الاقتصادية وذلك في استمرارية مع العمل الذي بدأه البابا بندكتس السادس عشر، قال الأب الأقدس، وتابع أن وظائف هذا الجهاز قد تحددت بوضوح في النظم الأساسية ثم في الدستور الرسولي Praedicate Evangelium. وأراد الأب الأقدس التأمل مع ضيوفه حول ثلاثة عناصر وقِيَم تُميز عملهم هي الاستقلالية والانتباه إلى التطبيقات الدولية والاحترافية.

وفي حديثه عن الاستقلالية ذكَّر البابا فرنسيس بأن مكتب المراجع العام هو جهاز لا يخضع لأية هيئات أعلى لكن هذا لا يعني العمل بشكال اعتباطي بل مسؤولية العمل دائما بشكل مدروس وبالاستلهام من مبدأ المحبة. وقال قداسته لضيوفه إنه من المهم أن تقودهم دائما روح تصحيح أخوي حتى في حال ممارسات حسابية أو إدارية لا تتماشى مع القواعد أو أوضاع تتطلب التصحيح. وذكّر قداسته هنا بما جاء في سفر الأمثال: "فإن الذي يحبه الرب يوبخه كأب يوبخ ابنا يرضى عنه"(٣، ١٢)، ودعا البابا إلى تذكر هذه الكلمات التي تعني المحبة والأبوة. ثم توقف أيضا عند الروح السينودسية مشيرا إلى أهمية تعاون مكتب المراجع العام مع هيئات الكوريا الأخرى، وخاصة تلك الاقتصادية، وذلك مع تفادي تسابق قد يتحول إلى تنافس وذلك أيضا على الصعيد الشخصي.

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن العنصر الثاني أي الانتباه إلى التطبيقات الدولية، وشدد هنا على أهمية تعزيز تطبيق أفضلها وذلك من أجل دعم المساواة وللتماشي مع الجماعة الدولية، هذا بالطبع ودائما في حال عدم مخالفة القواعد لتعليم الكنيسة الكاثوليكية'> الكنيسة الكاثوليكية.

أما عن العنصر الثالث ألا وهو الاحترافية فقال قداسة البابا لضيوفه إن لديهم مخزونا مهنيا كبيرا تم اكتسابه في منظمات هامة. وأضاف أنه في حال بعض العاملين في المكتب هناك عقود من الزمن من خبرات عمل على مستويات مرتفعة، وأراد هنا توجيه الشكر إلى العاملين في المكتب على وضعهم كل هذا في خدمة الكرسي الرسولي، كما وأكد معرفته باهتمامهم بالتكوين وذلك من أجل الحفاظ على معايير احترافية عالية، وأشاد قداسته بهذا الاهتمام وتابع أنه يمكن القول بالأحرى إنه من الواجب الأخلاقي بالنسبة لهم أن يكون على اطِّلاع حول التطور المستمر للقواعد الكثيرة والمعقدة التي تنظم عمل المراجعة.

انتقل البابا فرنسيس بعد ذلك إلى الحديث عن جانب يميز مكتب المراجع الدائم ألا وهو كونه من بين السلطات العاملة ضد الفساد وذلك في روح اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، أي اتفاقية ميريدا التي انضم إليها الكرسي الرسولي سنة ٢٠١٦ وذلك أيضا باسم دولة حاضرة الفاتيكان. وتابع مؤكدا أن العاملين لدى الكرسي الرسولي ودولة حاضرة الفاتيطان يقومون بعملهم بأمانة ونزاهة إلا أن إغواء الفساد خطير جدا ويتطلب اليقظة. وقال قداسته لضيوفه إنه يعلم أنهم يعيرون انتباها كبيرا إلى هذا الأمر من خلال عمل يتم التعامل مع ثماره بحزم وتمييز رحوم. ودعا قداسته العاملين في مكتب المراجع العام إلى مساعدة المسؤولين عن إدارة خيور الكرسي الرسولي على تفادي وقوع لإغواء الفساد في حد ذاته.

وفي ختام كلمته إلى مسؤولي وموظفي مكتب المراجع العام الذين استقبلهم اليوم أراد البابا فرنسيس التذكير بأن بعضهم يخدمون في مراكز تقديم الطعام التابعة لهيئة كاريتاس. وأشاد قداسته بهذا داعيا إلى القيام بهذا العمل بقلب مفتوح وببساطة ومجانية وإلى أن يجدوا الوقت للتحدث إلى الأشخاص والإصغاء إلى قصصهم. وأضاف أننا غالبا ما نلتقي أشخاصا في حاجة إلى الصداقة لكننا نتركهم بمفردهم، وأكد أن ابتسامة أو كلمة يمكنها في حالات كثيرة أن تكون أكثر أهمية من طبق طعام. شكر الأب الأقدس بعد ذلك الجميع على عملهم وأعرب لهم ولعائلاتهم عن أجمل التمنيات لمناسبة عيد الميلاد ثم سألهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.