القمص اثناسيوس فهمي جورج
في هذا اليوم ٣ كيهك تحتفل كنيستنا بعيد للتكريس والنذور ، عيد دخول سيدتنا وملكتنا العذراء مريم الي الهيكل ، وفيه قدمت لخدمة هيكل اورشليم ، من قبل ابويها " يواقيم وحنة " اللذين قدماها وفاءا لنذر كانا قد قطعاه علي نفسيهما دونما خوف او تردد ،عندما نذروا ثمرة البطن بصلوات ودموع وطلبات بارة ، فاتت مريم ابنتهما بالارادة الالهية لخدمة الاقداس ، الي اليوم الذي صار فيه ، المولود منها القدوس ابن العلي . ، ادخلها رئيس الكهنة بالهام الروح القدس . الي الهيكل الذي مكثت فيه بحسب التقليد ابتداء من سن الطفولية ، يعولها ملاك الله ، مستعدة للمكوث والعيش في المقادس ، الي ان اتت الساعة التي صارت هي بذاتها هيكلا لسكني الكلمة المتجسد في حشاها البتولي غير الدنس ، ولدته من بطنها وبتوليتها مصونة .وكنيستنا تعيد لدخولها كنذيرة للرب صائرة له امه وعبدة .متأملة السر الالهي الحال فيها لاجل خلاص البشر ، ونفسها ترفع التسبيح للرب وتبتهج روحها بالله مخلصها الذي صنع بها العجائب واسمه قدوس ورحمته باقية الي جيل الاجيال .
وتعتبر الكنيسة ان دخول مريم العذراء الي الهيكل هو بمثابة خطبة لله ، الذي اختارها وملأها من روحه القدوس ، صانعا بها العجائب . ان دخولها لاول مرة الي عتبات الهيكل لبداية تخصيصها لتكون خادمة سر التجسد . لقد خطبت للكلمة بالروح سريا صائرة عروسا لله الاب
، فاليوم صارت نذيرة لسكني ملك الكل .. هدية وذبيحة حسنة القبول حاملة العنبر والعطر الذكي الرائحة ( اسطوينوفي ) .
عذراء الهيكل هي مريم التي تكرست لله منذ اول لحظات في حياتها ، واقتاتت طعام الملائكة ، حتي صارت الاناء المستور قبل كون العالمين مشتملة بالطهارة من داخل ( ساخون ) وخارج ( سافول ) . فخر العذاري التي سعت الي الملك وسارت كل العذاري في اثرها ، فياله من دخول عجيب صار برموز منظورة وجبالا مظللة ومسكن ومدينة مقدسة للملك ( اسكيني ) . هي مثال في ولادتها العجيبة والمعجزية وفي نموها وطفولتها مقدسة ، وشبابها باهر الوصف يذخر بكنوز غير موصوفة ، يمطرنا بقطرات الفهم ، ويفيض بفرح خلاصي .
فاسم مريم العذراء والده الاله وحده حوي كل سر التدبير الالهي للخلاص ، التي باسهام ايمانها وتكريسها بنذرها للهيكل ، جعلها عاملة مع الله وعجينة ونسل جديد
ان عيد دخول الملكة الي الهيكل يوم مقدمة مسرة الله الاب ، وبدء الكرازة الخلاصية ، وسبق الدخول الي بيت الرب لتصبح هي المظلة السماوية والمعينة من قبل كل الدهور . كذخيرة الهية مختارة بين المختارين . ( فطوبي للبطن الذي حمل رب الكل وللثديين الذين رضعهما ) لو ١١ : ٢٧ ، وهي التي امنت ان يتم ماقيل لها من قبل الرب .