أشرف حلمي
سعدت بمشاركتي مع أبناء وطني وكنيستي القبطية الوطنية في المهجر وبلادي الحبيبة مصر ، العرس الإنتخابي لعام ٢٠٢٤ ، وكم كنت فخوراً وسعيداً لدى متابعتي عمليات التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية بالخارج واللجان الإنتخابية في مصر ومشاركة المصريين والإقبال عليها بقوة في الانتخابات الرئاسية ، ما يؤكد لقادة دول العالم أن المصريين بالخارج والداخل سيختارون رجل المرحلة المناسب الذي سيقف بقوة وحزم في وجه التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد وقيادة بلادهم ووطنهم الأصلي مصر في هذه المرحلة الحاسمة ، ووقوفهم خلفه في ظل الأوضاع الغير مستقرة بدول الجوار ، جراء الحروب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالسودان من جانب وبين إسرائيل ومنظمة حماس في غزة من جانب آخر وانعكاساتها علي الأوضاع الاقتصادية في مصر ، ومواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين بسيناء بضغط بعض الدول الغربية ، وجر مصر في حرب إقليمية بالتزامن مع وجود حاملات الطائرات والبوارج الحربية بكل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والقواعد الأمريكية بدول الخليج والتي يرفضها الشعب المصري بكل طوائفه وحكومته .
من المتوقع والمؤكد أن السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، القائد الأعلي للقوات المسلحة المصرية سيحسم نتيجة الانتخابات لصالحه من الجولة الأولي المقرر الإعلان عنها رسمياً يوم ١٨ ديسمبر الجاري مع كامل احترامي وتقديري لباقي المرشحين ، وذلك لخبرته في إدارة شئون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي وثقة المؤسسات المصرية ومعظم الشعب المصري بالسيد الرئيس السيسى نتيجة الأعمال والإنجازات التي شهدتها البلاد في عهده خاصة توسيع قناة السويس ، إنشاء المدن الجديدة وتجديد وبناء عدد من شبكات الطرق والمواصلات ، والقضاء علي الإرهاب في سيناء ، والحفاظ علي قواتنا المسلحة المصرية بكامل قوتها ورفضه المشاركة في معارك إقليمية بين دول الجوار الهدف منها تدمير الجيش المصري الوحيد بالشرق الأوسط كما تم تدمير جيشي سوريا والعراق ، وموقفه الحازم ضد مخطط توطين الفلسطينيين بسيناء الذي يشكل خطراً كبيراً علي أمن مصر القومي .
مما لا شك فيه أن الجاليات المصرية والقبطية بدول المهجر وقادة دول العالم السياسيين والدينيين يعلمون جيداً أن أقباط مصر عانوا الكثير من السلبيات منذ عهد السادات وبعد ثورة يناير خلال حكم الأخوان علي يد الاخوان والسلفيين كما دفعوا فاتورة اشتراكهم في نجاح ثورة يونيو ، جراء العمليات والتفجيرات الإرهابية التي طالت العديد من الكنائس والمؤسسات الدينية ، سقط خلالها مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والمصابين ، وتهجير بعض من العائلات المسيحية ، إضافة إلى عمليات الأسلمة الجبرية وخطف واختفاء القبطيات وإثارة الفتن الطائفية بمهاجمة عقيدتنا المسيحية ، إلا أن الأقباط شهدوا العديد من الإيجابيات في عهد الرئيس السيسى ، أهمها كان أول رئيس جمهورية مصري يقوم بحضور قداس عيد الميلاد المجيد شخصياً بالكاتدرائية لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية منذ عام ٢٠١٥ ، وحرصه الشديد علي بناء كنيسة في كل مدينة جديدة علي الرغم من قانون دور بناء وترميم الكنائس بمواده المطاطية عوضاً عن قانون دور العبادة الموحد .
وينتظر المصريين بالخارج خاصة أقباط المهجر الذين أدوا واجبهم الوطني وحقوقهم الدستورية ، من الرئيس الذي وثقوا به و منحوه أصواتهم ، أن يستكمل مسيرة الإصلاح والتقدم للنهوض بالبلاد إلى مستقبل أفضل خاصة في مجال السياحة ، وأن يحقق أحلام الأقباط المتكررة بأن تكون مصر دولة علمانية علي خطى الدول التي هاجروا إليها ، بالمقارنة بين دول الخليج علي الجانب الآخر من البحر الأحمر التي أتخذت من السياحة والفن مصدراً رئيساً لدخلها القومي خاصة المملكة العربية السعودية بعد أن عصفت بالمؤسسة الدينية التي شاركتها الحكم منذ نشأتها ، وتنازلت عن هوايتها ومعتقداتها الوهابية التي اعتنقها العديد من الشعب المصري وبعض قيادته ومؤسساته الدينية ، وهذا لم يتحقق الا بفصل الدين عن السياسة كما أشار العديد من الكتاب والصحفيين أصحاب الفكر التنويري ، وهذا لم يتم إلا بحذف جميع مواد الدستور الدينية التي ميزت وفرقت بين المواطنين والطوائف الدينية ، وتسجيل الزي الكهنوتي رسميًا بالدولة أسوة بتسجيل الزى الأزهري وحمايته ، وحل كافة الاحزاب الدينية وعلى رأسها حزب النور السلفي الذي يتخذ الوهابية ميثاقا ودستوراً له .
وينتظر الشعب المصري من الرئيس الذي أعيد انتخاباته تحقيق أحلامه وأهمها عودة مصر إلى سابق و أزهى عصورها ، وتصبح عاصمة للفن والسياحة من جديد ، كما يحلم الأقباط بصفة عامة وأقباط المهجر بصفة خاصة ، أن تتوقف عمليات اختفاء واختطاف الفتيات والسيدات نهائيًا ، التي استمرت علي مدار السنوات القليلة الماضية و أثارة الفتن الطائفية من خلال عمليات ازدراء الديانة والعقيدة
المسيحية الممنهجة والتطاول علي القيادات الدينية المسيحية والمسئول عنها عدد من أجهزة الدولة وفي مقدمتها جهاز الأمن الوطني ، كما توقفت آخر بضعة أسابيع خلال فترة إعداد وتجهيز الإنتخابات الرئاسية ، لأن عودة اختفاء واختطاف القبطيات يؤكد بنسبة ١٠٠٪ إن هناك قوى خفية تعمل لصالح جهات ومؤسسات معينة بالتوقيت الذي تحدده قياداتها لأثارة الفتن الطائفية بمساعدة بعض من أجهزة الدولة خاصة الأمن الوطن في عدد من المحافظات المصرية لتحقيق هدف ما في نفس يعقوب .