صاحب بطولة حدثت يوم 1919'> 14 ديسمبر 1919.
سامح طلعت
قد لا يعرفه الجيل الحالي، ولا السابق وربما الاسبق، ولكن في التذكرة عبرة وعظة ووفاء واستحضارا لنماذج طيبة وتجارب عظيمة في زمن اتسعت فيه مساحات القبح وتبددت معاني الوطنية والانتماء
اثناء دراستة بكلية الطب فوجىء بانشاء جمعية شبابية للهو والعبث بين طلبة الكلية ابان ثورة 1919 تحمل اسم جمعية
الانس وكان أفراد الجمعية يجتمعون ليلا ويخرجون فى رحلات رياضية للعبث والتنزه وهو ما كان محل استنكار من جميع طلبة الكلية والشباب.
و فى يوم ما وقف عريان سعد يوسف مع شباب جمعية الأنس خطيبا داعيا الى ضرورة العمل السرى لقتل ومقاومة الانجليز وعملائهم ،
ولم يسمع سوى السخرية ولم يلق سوى الرفض من طلبة
الجمعية وبعد أيام فوجىء بأحد أفراد الجمعية يسأله إن كان جادا فيما قال ويعرض عليه الانضمام الى جماعة اليد السوداء الناشطة ضد الاحتلال ،
ولم تكن جمعية الأنس سوى واجهة لهذة الجماعة الخطيرة .
ويحكى عريان أن الجماعات الوطنية حذرت المصريين من قبول الوزارة خلال زيارة لجنة ملنر لتقصى وضع مصر ، لكن يوسف باشا وهبة خالف الاجماع الوطنى وقبل رئاسة الوزراء
حتي ارسل لة البابا كيرلس الخامس وفدا كنسيا يرجوه الا يقبل الوزارة فى ذلك الوقت العصيب. و لكنة رفض
شاعت مقولات بين الوطنيين بضرورة اغتيال يوسف وهبة حتى أن بعض خطباء المساجد استخدموا الآية اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم " للتشجيع على ذلك الفعل ....
فى ذلك الوقت خشى عريان يوسف أن يقتل أحد المسلمين يوسف وهبة القبطى فتتشوه الحركة الوطنية . وتقدم بطلب لجماعة اليد السوداء لاغتيال رئيس الوزراء وتمت الموافقة وأخذ الطالب قنبلتين يوم 1919'> 14 ديسمبر 1919
وراقب رئيس الوزراء حتى مر أمامه فألقى على سيارته
القنبلتين و رفض الهروب خوفا من أن يشاع ان المسلمين قتلوا يوسف وهبة القبطى لأسباب دينية .
وشاء الله أن ينجو رئيس الوزراء ويقبض على عريان ويحقق معه ويرفض الابلاغ عن احد من زملائه ويحكم عليه بالسجن عشر سنوات ثم يفرج عنه فى وزارة سعد زغلول بعد اربع سنوات مع جميع السجناء السياسيين .
عاش بعد ذلك خمسين عاما ليصبح أول مدير لمكتب المقاطعة العربية لاسرائيل فى دمشق عام 1957 ثم يتجه للعمل الصناعى ويصبح واحدا من خبرائه الى ان يرحل
عام 1974 تاركا مبادىء عظيمة وموقفا لا ينساه الوطن