يحق لأي إنسان عنده قيم إنسانية واخلاقية ان يعبر عن موقفه الرافض للحرب في غزة

محرر الأقباط متحدون
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في الشمال بأننا نقول دوما في كتابنا الالهي " بأن الله محبة " ولكن الانسانية كلها يبدو انها تمر بأزمة انسانية واخلاقية عميقة بسبب انعدام هذه المحبة .

وتابع فالمحبة الحقيقية هي التي تقاوم الشر والبغضاء والكراهية والعنصرية واليوم نحن امام حرب مأساوية ولا يجوز ان نخاف وان نتردد من ان نعبر عن موقفنا الانساني بالدرجة الاولى وهو الموقف الذي يجب من خلاله ان نؤكد وان نطالب بأن تتوقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها الابرياء والمدنيين .

في هذه الاوضاع العصيبة التي نعيشها الكثيرون باتوا يشعرون بالخوف من ان يعبروا عن موقفهم حيث كانت هنالك اعتقالات وملاحقات لاشخاص عبروا عن رفضهم للحرب .

لا تخافوا ايها الاحباء من ان تعبروا عن موقفكم ولا تخافوا من احد فإيماننا يعلمنا ان نقول الكلمة الصادقة الصادرة من القلب والا نخاف من اية جهة ايا كانت هذه الجهة ، لان هدفنا الاساسي في النهاية هو مرضاة الله وليست مرضاة اي جهة سياسية.

لسنا سياسيين ولسنا جزءا من اي كيان او حزب سياسي نحن مسيحيون ننتمي لهذه الارض المقدسة ونحن فلسطينيون نشعر بالالم والحزن امام هذه المعاناة وهذه الحرب وهذه المظالم التي يعاني منها شعبنا .

ان تنادي بوقف الحرب هذا لا يعني على الاطلاق انك مؤيد للارهاب والعنف ، أن تنادي بوقف الحرب هذا لا يعني على الاطلاق انك منغمس في السياسة فنحن لسنا منغمسين في السياسة ونرفض مظاهر العنف والارهاب بكافة اشكالها والوانها ولكننا لا يمكننا ان نكون صامتين امام هذا الدمار وهذه المعاناة التي يتعرض لها شعبنا.

ان كل من يدافع عن الشعب الفلسطيني هو مهدد بتهم كثيرة فقد يصفونه بأنه معاد للسامية او مؤيد للارهاب او مؤيد لقتل اليهود وهذه كلها مفردات غير دقيقة وغير صحيحة ، فنحن نرفض معاداة السامية ونلفظ الارهاب بكافة اشكاله والوانه كما ونرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ووجب التذكير بأن اولئك الذين يقتلون في غزة هم من المدنيين وخاصة شريحة الاطفال التي تدمي القلوب .

أما آن لهذه الحرب ان تتوقف ونحن نرفض سياسة القمع والتعدي على حرية التعبير فلا يجوز على الاطلاق منع اي انسان من ان يعبر عن رأيه وان يقول بأن هذه الحرب يجب ان تنتهي .

ان التهم الجاهزة بمعاداة السامية وبتأييد الارهاب مرفوضة جملة وتفصيلا فنحن نرفض الارهاب ونرفض معاداة السامية كما اننا نرفض ايضا استهداف الفلسطينيين وقتلهم بدم بارد ، وهذه جريمة مروعة بحق الانسانية لا يمكن ان يقبلها اي انسان عاقل .

ثقافتنا كانت وستبقى ثقافة السلام والمحبة والاخوة الانسانية فنحن نرفض الحروب والقتل والعنف ونؤمن بأن البشر جميعا هم اخوة في انتماءهم الانساني بالدرجة الاولى وهؤلاء الذين يقتلون في غزة هم بشر خلقهم الله كما خلق كل انسان في هذا العالم ولا يجوز ان تمتهن كرامتهم وان يعتدى على حياتهم وارزاقهم بهذه الطريقة المروعة التي تذكرنا بالحروب العالمية والمآسي التي تعرضت لها الانسانية خلالها.

نحن لسنا قوة سياسية وقوتنا نستمدها من ايماننا ولذلك فإننا نصلي الى الله دوما من اجل ان تتوقف لغة الحرب والدمار والخراب ونسأله تعالى ان يتحنن على كل انسان مكلوم ومعذب وما اكثر المعذبين والمكلومين في غزة .

نداءنا في هذه الايام نوجهه الى كل المسيحيين في العالم وخاصة الى المرجعيات الروحية والقيادات الكنسية بضرورة ان يصلوا من اجل ارضنا المقدسة وان يرفعوا الصوت عاليا مطالبين بوقف الحرب .