كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة لشعب الكنيسة، تتضمن سيرة حياة القديس أغاثون المصري، جاء بنصها :
تُعيد له كنيستنا الأرثوذكسة في 2 مارس، قيل عن الأنبا أغاثون أن بعض الرهبان جاءوا ليجدوه وقد سمعوا عن تمييزه العظيم. أرادوا أن يروا هل سيفقد أعصابه:
قالوا له: «أليس أنت ذلك أغاثون الذي يقال عنه أنه رجل زاني ومتكبر؟»
أجاب: "نعم، هذا صحيح جدًا".
واستطردوا قائلين: «ألست أنت أغاثون الذي يتحدث دائمًا بالهراء؟»
أجاب: "نعم، أنا أكون".
فقالوا ثانية: ألست أنت أغاثون الهرطوقي؟
ولكن عند ذلك أجاب: "أنا لست مهرطقيًا".
فسألوه: "أخبرنا لماذا قبلت كل ما ألقيناه عليك، ولكنك رفضت هذه الإهانة الأخيرة".
فأجاب: "أول الاتهامات أحملها لنفسي، فإن ذلك خير لنفسي. لكن الهرطقة هي ارتداد عن الله، ونكران متعمد للإله الحقيقي”.
ولما قال هذا اندهشوا من تمييزه ورجعوا منتفعين.
مرة ذهب الأنبا أغاثون إلى المدينة ذات يوم لبيع بعض الأشياء الصغيرة، فالتقى على جانب الطريق بمقعد مشلول في ساقيه.
فسأله المقعد: "إلى أين تتجه؟.
فأجاب الأب أغاثون: "إلى المدينة لبيع بعض الأشياء".
وقال الآخر: "اصنع لي معروفًا بحملي إلى هناك". فحمله إلى المدينة.
فقال له المقعد: "أنزلني حيث تبيع بضاعتك". ففعل ذلك.
فلما باع سلعة، سأله المقعد: "بكم بعتها؟". وأخبره بالسعر.
وقال الآخر: "اشتر لي كعكة"، فاشتراها.
وعندما باع الأنبا أغاثون سلعة ثانية، سأله الرجل المريض: "بكم بعتها؟". فأخبره بثمنها.
ثم قال الآخر: "اشتر لي هذا"، فاشتراه.
وعندما أراد أغاثون، بعد أن باع كل بضاعته، أن يذهب، قال له: "هل ستعود؟".
فأجاب: "نعم".
ثم قال: "اعمل لي معروفًا بإعادتي إلى المكان الذي وجدتني فيه".
فرفعه مرة أخرى وأعاده إلى ذلك المكان.
فقال المقعد: "يا أغاثون، أنت مملوء من البركات الإلهية في السماء وعلى الأرض".
رفع أغاثون عينيه ولم ير أحداً. كان ملاك الرب جاء ليجربه.
رقد الراهب أغاثون في الرب حوالي عام 435. وقبل وفاته بثلاثة أيام جلس الراهب في صمت وتركيز، وكأنه منزعج من شيء ما. وأجاب على تساؤلات الرهبان الحائرة أنه رأى نفسه عند الدينونة أمام المسيح.
سألوه: "كيف يمكن أن تخاف، أيها الأب، من الإدانة؟".
فقال لهم: "أنا بقوتي حفظت وصايا الرب، ولكن كإنسان كيف أتأكد أن أعمالي قد أرضت الله؟".
واستردوا في سؤاله: "ألا تثق أن أعمالك الصالحة التي فعلتها قد مرضت عند الله؟"
فاجابهم: "ليس لدي أمل حتى أرى الله. فالحكم البشري شيء، والحكم الإلهي شيء آخر”.
وبعد أن قال هذا، رقد القديس في الرب.
رقد القديس في الرب عن عمر ناهز المئة، بعد أن عاش أربعين عامًا في العالم، وعشرًا في الصحراء، وخمسين عامًا على عمود (مثل سمعان العمودي)، بالقرب من سخا في الدلتا، وصنع هناك معجزات كثيرة.