محرر الأقباط متحدون
يستعد الأوكرانيون لمواجهة شتاء ثانٍ في خضم الحرب المستعرة في البلاد منذ فبراير ٢٠٢٢. وبالإضافة إلى المشاكل الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي وغياب التدفئة، ما يزال ملايين الأشخاص المهجرين واللاجئين يفتقرون إلى بصيص أمل يبشر بعودتهم إلى بيوتهم، وهم يسعون جاهدين إلى البقاء على قيد الحياة بمساعدة كنيسة الروم الكاثوليك، كما هي الحال بنوع خاص في منطقة لفيف، غربي البلاد.
في خضم الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأوكرانيون لم تتردد الكنيسة في فتح أبوابها أمام الأشخاص المحتاجين ومد يد المساعدة لهم، مع أن توفير الإقامة للمهجرين ليس أمراً سهلاً نظراً للمشاكل المرتبطة بانقطاع التيار الكهربائي وغياب وسائل التدفئة والسبب يعود في غالب الأحيان إلى القصف الروسي الذي استهدف محطات توليد الطاقة والبنى التحتية في عدد من المناطق الأوكرانية. هذا وتسعى المنظمة الخيرية الفرنسية Œuvre d’Orient أو عمل الشرق إلى توفير المساعدة للمحتاجين مع العلم أنها تدعم مسيحيي الشرق منذ العام ١٨٥٦ وكنيسة الروم الكاثوليك منذ العام ١٩٢٤.
في هذا السياق أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن جوناس ماكسيم، وهو سلوفاكي مقيم في أوكرانيا، الذي تحدث عن خبرته مع الحرب الروسية الأوكرانية لافتا إلى أن التجربة التي يعيشها مع الكهنة الآخرين منذ سنتين تقريباً تركت أثراً كبيراً لديه وفتحت أمامه آفاقا جديدة، إذ تمكن أيضا من التعرف على عدد كبير من النازحين القادمين من المناطق الشرقية. وقال: لقد تمكنا من التعرف على ذهنيتهم وعاداتهم، واتضح لنا أن ثمة اختلافاً كبيراً بين سكان الشرق والغرب ومع ذلك هناك رابط يوحدهم.
بعدها لفت الأب ماكسيم إلى أن النسبة الأكبر من المهجرين القادمين من الشرق الأوكراني هم من الأرثوذكس، مع أن قلة منهم ملتزمة دينيا. وأضاف أن التلاقي سمح ببناء الثقة المتبادلة والحوار. وقد تم الاحتفال مؤخراً بخمسة زيجات مختلطة بالإضافة إلى ست معموديات، من بينها معمودية ابنة امرأة مسلمة من داغستان تزوجت من رجل أوكراني أرثوذكسي. ومع أن هذا الأخير لم يكن يتردد على الكنيسة إلا أنه شاء أن تُمنح ابنته سر العماد في دير الروم الكاثوليك.