ياسر أيوب
في 22 نوفمبر 2022.. وفى أولى مباريات المجموعة الثالثة في المونديال الماضى.. فاز المنتخب السعودى على منتخب الأرجنتين الذي يقوده ميسى اللاعب الأفضل في العالم ومعه نجوم كبار مثل دى ماريا وديبالا ومارتينيز وغيرهم.. وكان درسا كرويا لم يستوعبه البعض الذين تخيلوا أن المال وحده يبقى الضمانة الأقوى والأهم للانتصار في كل وأى ملعب كرة.. ورغم أنه لم يكن هناك أي وجه للمقارنة في القيمة المالية للمنتخبين السعودى والأرجنتينى.. فاز اللاعبون الأقل سعرا والذين ليسوا نجوما عالميين على ميسى ورفاقه.. وهو الدرس الذي نسيه البعض الذين لم يتوقعوا أو يتمنوا فوز اتحاد جدة على الأهلى، بل كانوا واثقين من أن اتحاد جدة الذي يملك اللاعبين الأغلى ثمنا، ويقوده كريم بنزيما، أحد أصحاب الكرة الذهبية، سيفوز على الأهلى أمس الأول في كأس العالم للأندية.. ولم يكن بعض السعوديين وحدهم الذين نسوا هذا الدرس أو كل دروس كرة القدم.
بل شاركهم في ذلك بعض المصريين بمن فيهم بعض جماهير الأهلى الذين راودتهم شكوك كثيرة في قدرة فريقهم على الفوز على كل هؤلاء اللاعبين الأغلى ثمنًا في العالم الذين يجرون على الأرض.. وهناك خطأ ارتكبه بعض الإعلاميين السعوديين وهو السخرية من الأهلى والتقليل من شأنه وقدرته وتاريخه ومكانته.. فهذه السخرية تتحول بسرعة إلى دافع للانتصار قد يكون في بعض الأوقات أهم وأقوى من الموهبة واللياقة الفنية والبدنية.. ورغم أن الأهلى لم يكن ينتظر مثل هذه السخرية ليلعب مباراة أمس الأول كعادته دائما بمنتهى القوة والإرادة والإصرار على الانتصار.
إلا أن سخرية هؤلاء الإعلاميين كانت دافعا إضافيا، وكانت أيضا سببا لأن يتضامن مصريون كثيرون مع الأهلى في هذه المباراة التي أحالها بعض الإعلاميين السعوديين إلى معركة بين من يملك ومن لا يملك.. وكانت هذه السخرية أيضا سببا في أن تصبح هذه المباراة إحدى المرات القليلة والاستثنائية التي تمنى فيها عشاق كثيرون للزمالك أن يفوز الأهلى بعدما أحالها هؤلاء الإعلاميون، دون داعٍ أو ضرورة، إلى سعوديين ومصريين وليس اتحاد جدة والأهلى.. ولم يكن أداء لاعبى الأهلى، بقيادة مديرهم الفنى، هو وحده الأجمل في تلك المباراة، إنما كانت الجماهير الأهلاوية في مدرجات الجوهرة والجماهير المصرية في بيوت ومقاهى القاهرة وكل المدن والقرى المصرية.. وكان جميلًا أيضا حرص السعوديين الذين قاموا بنقل المباراة تليفزيونيا على تسجيل فرحة لاعبى الأهلى وجماهيره دون أي حساسية وغضب وحزن لهزيمتهم.. وستظل هذه المباراة درسا لن يحفظه البعض هنا وهناك عن اللعبة التي تنحاز أحيانا للحب وليس المال وتحب الذي يحبها وليس الذي يشتريها.
نقلا عن المصرى اليوم