د. ممدوح حليم
من القرى التي تردد اسمها كثيراً في الانجيل قرية كفرناحوم. إن اسم هذه القرية عبري ويعني قرية الراحة. إن مدلول هذا الاسم ذو قيمة عالية ، وسنقف عنده في هذا المقال.
ولكي نقرب معنى الاسم، نذكر أن الأقباط يقولون عن من مات إنه تنيح أي( استراح) و هو المتنيح فلان ، ويرجح أن هذه الكلمات وكلمة ناحوم (راحة) ذوو اشتقاق لغوي واحد.
لقد ولد يسوع المسيح في بيت لحم وتربى في الناصرة لذا دعي يسوع الناصري ، لكنه غادر الناصرة وسكن في كفرناحوم. " ترك الناصرة وأتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر " متى ٤ : ١٣ . لقد دعاها متى " مدينته" متى ٩ : ١
لقد سكن يسوع في قرية " كفرناحوم " ومن ثم ليس غريبا أن يكون معنى اسمها " قرية الراحة" ، فحيثما يوجد المسيح توجد الراحة.
لقد كان المسيح في هذه القرية يعلم وتعليمه مصدر راحة. كان يشفي المرضى والشفاء يعني الراحة وغياب الألم والتعاسة والإعاقة والحزن والحسرة. كان يخرج فيها الشياطين ، وهي مصدر لمتاعب الإنسان وشقائه وأمراضه وقيوده، فمن أين ستأتي الراحة وهي تتسلط على الإنسان وإن استطاعت أن تسكن فيه أيضا.
لقد سحق المسيح في كفر ناحوم الشيطان والمرض والإعاقة ، فكانت كفر ناحوم قرية الراحة بحق وبالتأكيد .
"٢١ ثم دخلوا كفرناحوم، وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم. ٢٢ فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. ٢٣ وكان في مجمعهم رجل به روح نجس، فصرخ ٢٤ قائلا: «آه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك من أنت: قدوس الله!» ٢٥ فانتهره يسوع قائلا: «اخرس! واخرج منه!» ٢٦ فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه. ٢٧ فتحيروا كلهم، حتى سأل بعضهم بعضا قائلين: «ما هذا؟ ما هو هذا التعليم الجديد؟ لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه!» ٢٨ فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل. ٢٩ ولما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت إلى بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا، ٣٠ وكانت حماة سمعان مضطجعة محمومة، فللوقت أخبروه عنها. ٣١ فتقدم وأقامها ماسكا بيدها، فتركتها الحمى حالا وصارت تخدمهم. ٣٢ ولما صار المساء، إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. ٣٣ وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. ٣٤ فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه." (مرقس ١: ٢١-٣٤) ومازالت البشرية تائهة تبحث عن كفر ناحوم حيث الراحة.