محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد السابع عشر من كانون الأول ديسمبر في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة في أحد البيان ليوسف بعنوان "عزم يوسف أن يطلّق مريم سرًّا... فتراءى له ملاك الرب في الحلم" (متى ١: ١٩-٢٠).
 
استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بتذكار البيان ليوسف الذي احتار أمام حبل مريم خطّيبته، وبحسب الشريعة زوجته، قبل أن يتساكنا، "فعزم أن يطلّقها سرًّا ...فتراءى له ملاك الرب في الحلم" (متى 1: 19-20)، وكشف له سرّ حبل مريم البتولي بقوة الروح القدس. وأكد له أن مريم تبقى زوجته وعليه أن يأخذها إلى بيته بحسب الشريعة. وبشّره أن المولود هو ابنه، ولو ليس من زرعه، وهو أبوه الشرعي بحكم زواجه من مريم، وبالتالي عليه أن يعطيه إسم "يسوع"، ليؤكد له سلطته عليه، وليعلن له رسالة ابنه يسوع، الظاهرة في اسمه الذي يعني باللفظة العبرية: "الله الذي يخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21). وأضاف غبطته "يسعدني أن أرحب بكم جميعًا، وأن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهية إكرامًا للقديس يوسف البتول، حارس الكنزين: مريم الكلية القداسة، ويسوع إبن الله المتجسد في بيته. نلتمس منه، وقد أصبح شفيع العائلة المسيحية أن يحفظ عائلاتنا، وعائلتنا الوطنية. كما نلتمس منه أن يحمي الكنيسة الجامعة وقد أعلنه شفيعَها الطوباوي البابا بيوّس التاسع في 8 كانون الأول 1870". وأشار البطريرك الراعي إلى أننا "نجد في شخص مريم ويوسف النموذج في الإصغاء الخاشع إلى كلام الله، والاستعداد المطلق للعمل به، والنموذج في الطاعة بتنفيذ إرادة الله، ووصاياه ورسومه، تنفيذًا أمينًا؛ والنموذج في خدمة تدبير الله الخلاصي، وخدمة رسالة المسيح لخلاص العالم (حارس الفادي 29، 32)".
 
في عظته مترئسا قداس الأحد، قال البطريرك الماروني "نودّ أن نشكر الله معكم على أنه جنّب لبنان بالأمس خطر أزمة سياسية وأمنية، بالقرار الذي اتخذه مجلس النواب إذ "مدّد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة". هكذا ظهرت الإرادة الحسنة التي ترفّعت عن المصالح الشخصية والفئوية وتطلّعت حصرًا إلى "المصلحة الوطنية العليا" المعروفة قانونًا ودوليًّا بالفرنسية" Raison d’Etat" هذه المصلحة الوطنية هي تجنّب الفراغ المميت في قيادة الجيش؛ الصمود الفطن بوجه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المسلحة والمستمرة على قرى الجنوب اللبناني؛ تثبيت وحدة الجيش وثقته بنفسه وبقيادته؛ تجنّب أي زعزعة في صفوفه بداعي التغيير، وفقًا للقاعدة الذهبية: "الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة".
 
وأضاف غبطته يقول كم نودّ ونصلّي كي تستمر هذه الإرادة الحسنة لدى أعضاء المجلس النيابي فيدركون أن "لا دولة من دون رئيس"، فيلتئم المجلس النيابي سريعًا وينتخب رئيسًا للدولة الذي بدون السلطة المناطة به لا ينتظم أداء المؤسسات الدستورية، ولا يتحقق الانتظام العام، فتفقد السلطة مبرّر وجودها (راجع المادتين 49 و50 من الدستور). فالدولة وُجدت ككيان سياسي وحقوقي من أجل الحفاظ على الوطن وتنظيم شؤونه بما يوفّر الأمن والاستقرار والعيش الكريم لأبنائه. هذه هي المصلحة الوطنية العليا التي لا تعلوها أي مصلحة، والتي تتحقق من خلالها المصالح الخاصة للمواطنين وللفئات التي يتكوّن منها الوطن. ولذلك لا غنى عنها، ولا يجوز التفريط بها لحساب أي مصلحة أخرى (المرجع نفسه). فليدرك نواب الأمّة أن الفوضى السياسية العارمة، واستباحة خرق الدستور نصًّا وروحًا، والنزاعات الداخلية، والانقسامات على حساب الدولة والمواطنين لا يمكن إزالتها إلّا بوجود رئيس للدولة كفوء ونزيه ونظيف الكف، لا يهتم إلّا بالمصلحة الوطنية العليا. فلا يساوم عليها، بل يضعها فوق أي اعتبار (المرجع نفسه)".
 
وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي" فلنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات، على هذه النية بشفاعة القديس يوسف البتول والعائلة المقدسة، سائلين الله أن يحقق هذه النوايا من جودة رحمته، له المجد والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين!"