كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بعنوان "السيد/ سانتا كلوز (Santa Claus) والسيدة/ كلوز"، جاء بنصها :
سبق وتكلمنا عن خطورة الترويج العبارة "X-mas" بدلاً من "Merry Christmas" في التهنئة بعيد ميلاد الميلاد والمجيد. وهنا سنتعرض لصورة أخرى لمثل هذه الممارسات التي تسيء لصورة القديس نيقولاوس المرتبط بعيد الميلاد المجيد.
هي أن في بعض الأفلام الأجنبية يظهر فيها السيد/ كلوز، له زوجة هي السيدة/ كلوز. والاسم "Santa Claus" يعني "القديس نيقولاوس"، هذه الشخصية ترتبط بتوزيع الهدايا في عيد الميلاد.
شخصية "Santa Claus" يُطلق عليها أسماء أخرى: "Father Christmas" بالإنجليزية، "Papa Noël" بالفرنسية، "بابا نويل" بالعربية مأخوذة من الاسم الفرنسي. كما يُطلق عليها أسماء أخرى في البلدان والثقافات المختلفة حول العالم.
الاسم "Father Christmas" بالإنجليزية، والاسم "Papa Noël" بالفرنسية، معناهما "أبو عيد الميلاد".
عن تبادل الهدايا في عيد الميلاد، في القرون الأولى كانت هذه العادة شائعة بين المسيحيين. وفيما بعد حظرتها الكنيسة بسبب أصولها الوثنية، لأن عيد الميلاد كان يقع في نفس يوم عيد إله الشمس الذي كان الوثنيون فيه يتبادلون الهدايا كجزء من الطقوس دينية. ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نيقولاس، أسقف ميرا الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم ميرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس، خاصة تزامنًا مع عيد الميلاد، دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل. واستمرت العادة أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزية إلى يومنا هذا.
أما الصورة الحديثة له (Santa Claus)، أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823 حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة "الليلة التي قبل عيد الميلاد" (The Night Before Christmas) يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة. ثم أضيف إلى هذه الصورة فيما بعد في الأفلام التجارية زوجة له هي Mrs. Claus (السيدة/ كلوز)، وفي أفلام أخرى له زوجة وأبناء.
لذا عند مشاهدة أطفالنا مثل هذه الأفلام تسبب تشوش لهم وتساؤلات لديهم خاصة أن الأطفال على معرفة بقصة حياة القديس نيقولاوس، وبأنه كان أسقفًا ولم يكن متزوجًا، لهذا يتوجب وجود الأهل عند مشاهدة الأطفال هذه الأفلام للإيضاح لهم أن السيدة/ كلوز هي ليست حقيقية بل من خيال كاتب أو مخرج الفيلم بصورة تتماشى مع مداركهم العمرية.