كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر :" يُقال أن تقليد كنيستنا الأرثوذكسية لم يدرج على تزيين شجرة الميلاد إلا في القرنين الأخيرين بتأثير غربي، لكن هناك شواهد على أن الشرق الأرثوذكسي عرف شجرة عيد الميلاد منذ القرن السادس، حيث وجدت مخطوطة تصف "شجرتين نحاسيتين" في كنيسة بناها الإمبراطور أنستاسيوس في طورعابدين شمال سوريا عام 512م "مزينة بمشاعل بيض وحُمر وأجراس وسلاسل فضية"، ومثلها في كنيسة آيا صوفيا عام 563م حيث يصفها بولس سيليندياريوس، بقوله: "مشاعل وضعت على أشجار معدنية، تتسع في أسفلها وتضيق كلما ارتفعت حتى تصل في القمة إلى مشعل واحد".
 
مضيفا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :" ويفسر المتروبوليت إييروثيوس فلاخوس معنى الشجرة فيقول: "صحيح أن هناك شكوكًا في مدى انسجام الشجرة مع تقليدنا الأرثوذكسي، إلا أنها ترمز إلى المسيح وليست بعيدة عن نبوءة إشعياء النبي التي قال فيها : "ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم… يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض" (إش 11:1). وهذا ما يرتّل يوم عيد الميلاد في الكاطافاسيات، بالقول: "لقد خرج قضيب من أصل يسّى ومنه قد نبتّ زهرة" (في إشارة إلى ولادة يسوع من نسل داود ابن يسى). فالمسيح هو "شجرة الحياة" التي أزهرت من البتول في المغارة.
 
أما عن مغارة عيد الميلاد، فقد استوحيت من عند الإنجيلي لوقا لأنه الوحيد من بين الإنجيليين الذي ذكر مكان ميلاد المسيح، بقوله: "وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ" (لوقا 2 : 4-7). 
 
لم يذكر لوقا "المغارة" بل "المذود"، لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح. وهذا التقليد عن ميلاد الرب في المغارة يعود إلى ما قبل منتصف القرن الثاني. فقد ذكره القديس يوستينوس الشهيد في حواره مع تريفو اليهودي بعد منتصف القرن الثاني بقليل. كما أن العلاَّمة أوريجانوس الإسكندري (أوائل القرن الثالث)، الذي كان في فلسطين منذ عام 215م وما بعدها، يقول إن يسوع قد وُلد في مغارة. وفي كتابه “ضد كلسوس”، الذي كتبه عام 248م.
 
ويقول الأسقف يوسابيوس المؤرخ إن الإمبراطور قسطنطين ووالدته الملكة هيلانه على أساسه هذا التقليد شيّدا كنيسة المهد في بيت لحم فوق هذه المغارة سنة 326م. 
 
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.
 
أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود ذلك إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223م، فوضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار المستمدين من نبؤة أشعياء حول المسيح. وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد. ولاحقًا تم إضافة في تقليد المغارة المجوس الثلاثة والرعاة. وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها. 
 
واستخدمت التمثيل الفخارية لأشخاص المغارة بعد أن انتشرت تماثيل المسيح والعذراء والقديسين في الكنيسة الكاثوليكية.
 
في كنيستنا الأرثوذكسية توضع شجرة الميلاد مع المغارة خارج مبنى الكنيسة، كما في كنيسة بيت لحم.