( 1931- 2023 )
إعداد/ ماجد كامل
خرجت علينا وسائل التواصل الإجتماعي يوم 23 نوفمبر 2023 بخبر حزين ، هو رحيل كاتب الأطفال الشهير " يعقوب الشاروني " . وهو يعتبر واحدا من أهم كتاب أدب الطفل فى مصر . أما عن يعقوب الشاروني نفسه ، فأسمه بالكامل " يعقوب إسحق قليني الشاروني " ، ولد في 10 فبراير 1931 ، وتدرج فى مراحل التعليم المختلفة حتى التحق بكلية الحقوق ، وتخرج فيها عام 1952 .ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955 ، وحصل على دبلوم أخرى في الاقتصاد التطبيقي من نفس الجامعة ، وكان ذلك عام 1958 . ولقد عمل الكاتب الكبير لفترة قصيرة محاميا بهيئة قضايا الدولة ، حتى وصل إلي منصب نائب رئيس هيئة قضايا الدولة . وفى عام 1967 ، وبناء على طلبه تم انتدابه مديرا عاما للهيئة العامة لقصور الثقافة ومشرفا على مديرية الثقافة وقصر الثقافة بمحافظة بنى سويف ، ولقد أتيحت له فرصة الحصول على منحة للسفر إلي فرنسا لدراسة العمل الثقافي بين الجماهير خصوصا فى مجال ثقافة الطفل ، وبعد عودته من البعثة عمل مديرا عاما لقصر ثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، ثم اختير مستشارا لوزير الثقافة لشئون الطفل ، وأصبح بعدها مسئولا عن قطاع التدريب بوزارة الثقافة ، ولقد اختارته صحيفة الأهرام ليكون مشرفا علي صفحة الأطفال اليومية بالجريدة ، وفى عام 1984 تم اختياره رئيسا للمركز القومى لثقافة الطفل بدرجة وكيل وزارة . فأنشأ " المسابقة القومية للطفل الموهوب " كما أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل عام 1985 ، ولقد أحيل إلي التقاعد عام 1991 ، ولكنه ظل يعمل مستشارا لشئون ثقافة الطفل ، وعلى مدى 26 عاما ، عمل الشاروني أستاذا زائرا لأدب وقصص مسرح الأطفال فى العديد من الجامعات المصرية.
ولقد حصل الكاتب الكبير على العديد من الجوائز نذكر منها :-
1 – فى عام 1960 ، حصل على الجائزة الأولى للتأليف الرواية المسرحية من المجلس الأعلى للفنون والآداب عن مسرحية " أبطال بلدنا " .
2- فى عام 1962 ، حصل على الجائزة الأولى للتاليف المسرحى من الهيئة العامة لفنون المسرح والموسيقى ، عن مسرحية "جنينة المحطة " .
3-فى عام 1981 ، حصل على جائزة أحسن كاتب أطفال ، من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية عن روايته " سر الاختفاء العجيب " .
4-فى عام 1998 ، حصل على جائزة أفضل كاتب أطفال عن مجموعة مؤلفاته للأطفال ، من المجلس الأعلى للثقافة ، كما حصل فى نفس العام على جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى مساقة الإبداع الأدبي للأطفال ، عن كتابه " أبطال أرض الفيروز " .
5-فى عام 2002 ، حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصةلأفضل مؤلف ، فى مسابقة سوزان مبارك لأدب الطفل عن كتابه " اجمل الحكايات الشعبية ، كما حصل فى نفس العام على جائزة " الآفاق الجديدة "من معرض بولونيا الدولي بإيطاليا لكتب الأطفال عن كتابه " أجمل الحكايات الشعبية " .
6-فى عام 2007 حصل على جائزة أفضل مؤلف فى مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عن روايته "سر ملكة الملوك " التي تستمد موضوعها من حياة الملكة حتشبشوت .
7- فى عام 2020 ، حصل على جائزة الدولة التقديرية فى أدب الأطفال .
أما أهم الكتب والروايات التي كتبها ، من الكتب والدراسات نذكر :-
أولا :- الروايات :- له أكثر من 400 رواية ، نذكر منها على سبيل العينة :-
1-سلطان ليوم واحد .
2-الصباد المسكين والمارد اللعين .
3-عفاريت نص الليل .
4-سر اللحية البيضاء .
5-قصة الكسلان وتاج السلطان .
6-بدر البدور والحصان المسحور .
7-ثروة تحت الأرض .
8-مغامرة زهرة مع الشجرة .
9-طيور الأحلام .
10-الشاطر محظوظ .
11-تائه فى القناة .
12-نهر الذهب .
13-الأعمى وكنز الصحراء .
14-الرحلة العجيبة لعروس النيل .
15- دنانير لبلبة .
16-خاتم السلطان .
17-سر ملكة الملوك .
18-الفرس المسحورة .
19-الأعمى وكنز الصحراء .
20- أسرار بيت الطالبات .
21- الصياد ودينار السلطان .
22-الصياد المسكين والمارد اللعين .
24-علاء الدين والمصباح السحرى .
25-الجبان لا يستحق حماية .
26-مرمر وبابا البجعة .
27-بدر البدور والحصان المسحور .
28-عفاريت نص الليل .
29-الكسلان وتاج السلطان .
30-حسناء والثعبان الملكي .
31-سمسم وسماسم .
32 – أول أيام العطلة
33-ليلة النار .
34-بطوط وفرفر .
ثانيا :- الكتب والدراسات الثقافية :-
1-تنمية عادة القراءة عند الأطفال .
2-القيم التربوية فى قصص الأطفال .
3-كيف نقرأ لأطفالنا .
4-كيف نحكي قصة .
5-ثقافة طفل القرية .
6-ثقافة الطفل العامل .
7-كيف نلعب مع أطفالنا .
8-روائع المتحف الإسلامى .
9-مسرح الأطفال فى مصر .
10-أسرار الحياة الناجحة .
العوامل التي أثرت في تكوينه :-
نشأ الكاتب الكبير فى بيت به مكتبة كبيرة ، مما هيأ له المناخ الملائم للقراءة ، فعشق القراءة منذ طفولته ، وأخذ يتردد على دار الكتب بباب الخلق ، وقام يزيارة سور الأزبكية ليشتري منها ما ينقصه من الكتب ، كما تأثر كثيرا بحكايات جدته التي شغلته كثيرا فى طفولته وأشعلت حبه للخيال . ولقد قرأ من مكتبة والده قصة "فاوست " للروائي الألماني الشهير جوته Goethe ( 1794- 1832 ) ، والحرب والسلام لتولستويLeo Tolstoy ( 1829- 1910 ) وأحدب نوتردام لفيكتور هيجوVictor Hugo ( 1802 – 1885 ) ، والحوت الأبيض " لهرمين ملفيل Herman Melville( 1819- 1891 ) . كما وجد فى مكتبة أخيه الأكبر "يوسف الشاروني " ( 1924- 2017 ) مسرحيات توفيق الحكيم (1898- 1987 ) وروايات نجيب محفوظ ( 1911- 2006 ) فعكف على قراءتها .
وفى حوار هام ليعقوب الشاروني مع الكاتبة الصحفية "جيهان الغرباوي " نشر فى جريدة الأهرام بتاريخ 26 فبراير 2016 ، قال فيه "إن هوايتي نسج الحكايات من خيالي لأحكيها ، وأرى أن الخيال الذي يقدم فى قصص الأطفال لا بد أن يشتمل على القيم والسلوكيات الإيجابية ، وان يحث على التأمل في المستقبل والابتكار ........ أنا أجمع 500 معلومة كي أكتب للطفل قصة بها 50 معلومة " ( هبة محمد عبد الفتاح :- تجليات القص في أدب الطفل عند يعقوب الشاروني ، المركز القومي لثقافة الطفل ، صفحتي 14 ، 15 ) .
قالوا عنه :-
1-رشح الكاتب الكبير توفيق الحكيم يعقوب الشاروني عام 1963 ، ليحصل على منحة للتفرغ للكتابة الأدبية ، قال فيها " أزكي هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن السيد يعقوب الشاروني من موهبة تجلت في مسرحية أبطال بلدنا التي ظفرت بالجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلي للفنون والآداب .
2-قالت عنه د . سهير القلماوي ( 1911- 1997 ) في تقرير اللجنة التي منحت يعقوب الشاروني جائزة أحسن كاتب أطفال عام 1981 ، قالت فيها " إن أسلوب الأستاذ يعقوب الشاروني ، بالنسبة لما يجب أن يكون للأطفال ، قد حقق آفاقا بعيدة المدى ، سهولة وبساطة وتعليما . إنه أسلوب واضح المعالم ، مستجيب لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التي نخاطب بها الأطفال .
3-موسوعة أعلام الفكر العربي :- تتميز قصص يعقوب الشاروني بالحس الإنساني المرهف ، وبقدرتها على جذب الصغار والكبار ، لمضمونها المعاصر المتصل بالمواقف الحياتية وما فيها من شخصيات نابضة بالحياة ، بالإضافة إلى حيوية الحوار الذي يجيد الشاروني إبداعه .
4-الدكتورة ماريا أليانو أستاذ الأدب العربي بالجامعات الإيطالية :- "للشاروني الفضل الكبير في إدخال الرواية الاجتماعية في أدب الأطفال في العالم العربي ، والهدف هو تنمية الاحساس في ضمائر الأفراد تجاه المشكلات الاجتماعية في دولة مثل مصر "( هبة محمد عبد الفتاح :- مرجع سبق ذكره ، صفحة 15 و16 ).
وفي حوار لسيادته مع حسين مختار في جريدة البوابة بتاريخ 31 يناير 2018 ، نصح الشاروني بعدم تعرض الأطفال للشاشات الإلكترونية في السنوات الأربع الأولى من عمرهم ، مؤكدا أن هذه الفترة تعمل على سرعة النمو والقائمة على الحركة ، لأنها الوسيلة الوحيدة لنمو جسد الطفل ، فإذا ما تم منعه من الحركة ، لن ينمو ، فالعقل يجب أن يتحرك مثل الجسد ،مشيرا إلي آخر الدراسات عن المخ قالت إننا نحن لا نرى بالعين فقط ولكن بالمخ ، لأن العين تعمل على إيصال مجموعة من الرسائل إلي منطقة معينة بالمخ ، وعندما يعتمد الطفل على الشاشات ، فنحن نقوم بإلغاء دور الحواس التي أنعم الله بها علينا ، فالكتب هي الوسيلة الحقيقية لبناء الطفل ، فهناك مجموعة من كتب الأطفال اليوم التي تحتوي على كل عناصر اللعبة ويرتبط بها الطفل فى أول مراحل بنائه ، فلابد من توعية الأسرة على استخدام كل حواس الطفل من خلال هذه الكتب " ( حسن مختار :- يعقوب الشاروني : حقوق شياب الكتاب مهضومة ، موقع البوابة ، 31 يناير 2018 ) .
ولقد نعاه قداسة البابا تواضروس الثاني فقال عنه " تنعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني الأديب الكبير يعقوب الشاروني ، الذي فارق عالمنا الفاني عن عمر يناهز 92 عاما بعد أن قدم روائع عديدة أثرى بها أدب الأطفال على مدار أكثر من ستة عقود . نطلب من الرب نياحا لنفس المبدع الراحل ، وعزاء لأسرته ومحبيه وقرائه ، عالمين أن عمله وأثره باقيان في عقول ونفوس كل من يطالع أدبه الخالد " .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث (1798- 2020 ) ، مكتبة الآداب ، 2020 ، صفحة 657 .
2-مصطفى طاهر :- وداعا يعقوب الشاروني .... رحلة تاريخية حافلة لرائد أدب الأطفال في مصر والوطن العربي ،بوابة الأهرام ، 23 نوفمبر 2023 .
3- هبة محمد عبد الفتاح :- تجليات القص في أدب الطفل ، المركز القومي لثقافة الطفل .
4-الموقع الرسمي للمتحدث باسم اكنيسة القبطية الأرثوذكسية :- 23 نوفمبر م 2023 – 13 هاتور 1740 ش .
