القمص اثناسيوس فهمي جورج 
نحن في عيد الميلاد ننتظر ميلاد يسوع المسيح  مخلصنا محب البشر الصالح  ، لا ننتظر ( santa) ، لان وجه يسوع الالهي هو الابرع جمالا من كل احد وهو الاصدق  ؛ وقد انسكبت النعمة علي شفتيه  ؛ اما الشجرة والزينة والهدايا والاطعمة هذه مظاهر فلكولورية  ؛ لاتقدم ولاتؤخر اذا لم نستقبل مسيحنا في قلوبنا ..لاننا لانعيد لعادات اجتماعية يستوي فيها المؤمن مع غيره .
 
خاصة ان هدايا بابا نويل ليست هداياه ، لماذا نعيد اذن بخفه ( في حال اختزالنا العيد فقط في شكله الاجتماعي الاحتفالي دون عيش الحدث الخلاصي  )   .
ماذا تفيد الشجرة اذا كانت حياتنا مقفرة من الثمار  ؟! وماذا تنفع الانوار وحياتنا مظلمة وتعيسة !!!؟ زينتنا هي في فضيلتنا ومخافتنا  وسجودنا  ؛ ونورنا هو  انعكاس لنور المسيح الذي يشرق  فينا ، اما شجرتنا فهي في  اقتنائنا شجرة الحياة كرمتنا الحقيقية وفي قبولنا ميلاد الله الكلمة المتجسد في قلوبنا   ؛ وهديانا هي " ذهبا ولبانا ومرا "  التي هي تقدمة نفوسنا لمن اعطانا ذاته بالكليه   ؛ معاينين  مجد وبهاء  عظمته ؛ لانه بتجسده بارك طبيعتنا فيه . ... 
 
اخذ الذي لنا واعطانا الذي له .  وقد اضاء علينا بلاهوته العالي لينتقدس  ونتحد به ونرضيه ؛ ونخدمه كما يليق ونسبح اسمه بعبادة عقلية   
؛ تاركين سطحيات وتفاهة هذا العالم ،حتي لانصرف عمرنا باطلا ،بل نقرب له حياتنا تقدمة وصعيدة خالصة عنده .حبنا طاعتنا صومنا وصلاتنا وكل مالنا ، نقدمه ونحن غير منشغلين او مرتبكين ،بعيدا عن خلاصنا .
 
لانه  هو مخلصنا الوحيد الذي ولد في بيت لحم الصغري ليرجعنا ويردنا  دفعة اخري الي الفردوس المدينة  التي الاساسات ، وهو قد اكتتب ليكتبنا في سمواته وفي سفر الحياة ... تقمط ليتكفن ويفكنا من رباطات الخطية والعبودية ،وجاء متجسدا ليغذينا من بيت لحم بخبزه الحي الكلمة  اللوغس .وقد بزغ في ظلمة المغارة ليبدد ظلمة العالم كله  .فيبصر نوره  الابدي كل الجالسين في الظلمة   . فصحنا وبصختنا الذي ولد كي  يحمل علي كتفيه  مفتاح الحياة برئاسة صليبه  المحيي . ..
 
انه  ولد ليمنحنا حياة ..فلنمجد ميلاده  ...اتي الينا لنستقبله ..وتنازل من اجلنا ليرفعنا ،وقد صار علي الارض ،وهو الاول والاخر والكائن الذي كان والدائم الي الابد .المجد لك يارب الصباؤوت الساكن في النور الاعظم يامن اتانا في الناسوت وولد من العذراء مريم .. من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا .