هاني لبيب
بكل تأكيد لسنا جميعًا مؤيدين لمرشح رئاسى واحد. ولكن المؤكد أننا جميعًا مشاركون فى العملية السياسية كل منّا حسب أفكاره وانتماءاته. وهو ما يتسق مع شكل الحياة السياسية الجديدة بأحزابها المختلفة تمامًا عن أحزاب ما قبل 25 يناير 2011. وهو ما ظهر من خلال تنافس مرشحى الأحزاب الثلاثة، وأيضًا من خلال الأدوار الإيجابية للأحزاب الكبيرة، على غرار «مستقبل وطن» و«حماة الوطن» فى التشجيع على المشاركة.
منظومة انتماء المواطنين لمصر هى أمر غير قابل للنقاش والتفاوض.. فهو أمر وطنى ثابت بالدرجة الأولى، والطبيعى والمفترض أنه لا يخضع للتنازل أو المقايضة. ولكن الولاء هو الذى يتغير لأنه اختيار شخصى يمكن أن يتبدل حسب اعتناق الأفكار والاتجاهات وأيديولوجية الأحزاب.
مشهد الانتخابات بتعدد المرشحين الرئاسيين هو بداية انطلاق شكل جديد للمشاركة السياسية مستند على مصداقية العملية الانتخابية.. وعلى الأحزاب أن تتفاعل معه بالشكل الذى يجعلها لاعبًا رئيسيًّا فى الحياة السياسية المصرية.
إذا كانت ثورة 30 يونيو قد مثلت استعادة ترسيخ منظومة الانتماء، فإن عقد الاستحقاقات الدستورية من خلال الانتخابات الرئاسية'> الانتخابات الرئاسية والبرلمانية (النواب والشيوخ) والمجالس الشعبية المحلية هو التطبيق العملى للولاء بالمشاركة والتصويت المرتكز على الانتماء لمصر.
نجاح الانتخابات الرئاسية'> الانتخابات الرئاسية هو نجاح لكل أطراف العملية الانتخابية.. الناخبين، والمرشحين الرئاسيين، والمراقبين المحليين والدوليين، والإعلام، وشباب الحملات الرئاسية من المتطوعين، والمرأة المصرية تحديدًا. وقطعًا لنجاح الهيئة الوطنية للانتخابات بتميز أدائها الاحترافى فى الإعداد والتخطيط والتنفيذ لجميع مراحل العملية الانتخابية.
أعتقد أن الفرصة السياسية سانحة الآن فى ظل استمرار عقد جلسات الحوار الوطنى أن نُعيد تقييم التجربة الحزبية المصرية خلال الفترة الماضية لتقويمها ودعمها ومساندتها بكل الأشكال، خاصة لضمان استقرارها وبقائها واستمرارها، فى ظل بداية انفتاح حقيقى للعمل الحزبى.. ليست العبرة بتجاوز العدد أكثر من 100 حزب، ولكن بما تقدمه تلك الأحزاب من إسهامات على أرض الواقع، وهو ما من شأنه وقف نشاط الأحزاب المتهالكة والكرتونية أو أحزاب السلع التموينية وأى حزب مرتكز على خلفية دينية فاشية.
ما أتاحته الدولة المصرية، تحت إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات، سواء لمنظمات المجتمع المدنى المراقبة للانتخابات أو لمراسلى الإعلام الأجنبى، من التجول فى اللجان الانتخابية دون أى قيود، خاصة فى المراكز الانتخابية على مستوى الجمهورية بشكل عام، وفى محافظة شمال سيناء بشكل خاص، هو ترسيخ لمبدأ الشفافية، الذى يتسق مع الانفتاح السياسى، الذى بدأ بأفكار متفرقة، حتى وصل إلى الحوار الوطنى، الذى كان له دور أساسى فى الوصول إلى المشهد الانتخابى الرئاسى، وأيضًا فى مواجهة خطاب التشكيك المعتاد.
لا أبالغ إن كتبت أن الإعلام المصرى قد نجح فى دعم مشهد الانتخابات الرئاسية'> الانتخابات الرئاسية بالبث المباشر من أمام اللجان الانتخابية فى 27 محافظة على مستوى الجمهورية ومن مقر غرفة عمليات الهيئة الوطنية للانتخابات، وهو ما زاد من المصداقية والشفافية على الهواء مباشرة.
نقطة ومن أول السطر..
ما يُحسب لدولة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية سواء الموالية أو المعارضة. ليس للرئيس حزب.. وهو ما يجب أن تستثمره الأحزاب بالتأثير الحقيقى فى استقطاب أعضاء جدد للانضمام إليها، حسبما يتسق مع أفكارهم ومبادئهم.
نقلا عن المصري اليوم