أشرف حلمي
أصدرت إيبارشية لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ، أمس الجمعة الموافق ٢٢ ديسمبر ، بياناً رسمياً باللغة الإنجليزية جاء به تعليق نيافة الحبر الجليل الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي ، حول الوثيقة الجديدة الصادرة عن مكتب العقيدة والإيمان للكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالفاتيكان يوم الأثنين الماضي والموقعة بيد البابا فرانسيس الفاتيكان '> بابا الفاتيكان والتي وافق فيها البابا رسميًا على إتاحة فرصة "مباركة" الأزواج المثليين من قبل الكهنة .
وجاء نص تعليق نيافة الأنبا سرابيون كما يلي
بأسم الآب والابن والروح القدس إله واحد امين
في ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ أصدر مكتب العقيدة والإيمان في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية إعلانًا حول المعنى الرعوي للبركات ، هذه وثيقة رسمية من الفاتيكان وافق عليها البابا فرنسيس ووقعها ، بناءً على تعاليمه ورؤيته الرعوية تتضمن النقاط الرئيسية للإعلان هي كما يلي.
أولاً: يظل الإعلان ثابتاً على العقيدة التقليدية للكنيسة الكاثوليكية بشأن الزواج وهي الزواج هو الاتحاد الحصري والثابت وغير القابل للحل بين الرجل والمرأة ، وهو مفتوح بطبيعة الحال لجيل الأبناء، وما يناقضه لا يجوز. وفي هذا السياق فقط تجد العلاقات الجنسية توجهها الطبيعي السليم والإنساني بالكامل. تظل عقيدة الكنيسة في هذه النقطة ثابتة (الفقرة 4).
ثانياً : لا يسمح الإعلان بأي نوع من الطقوس أو البركات الليتورجية المشابهة للطقوس الليتورجية التي يمكن أن تسبب ارتباكاً.
ثالثاً: يقدم الإعلان مساهمة محددة ومبتكرة في المعنى الرعوي لكلمة "البركة" ، السماح بتوسيع وإثراء الفهم الكلاسيكي لـ "البركة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمنظور الليتورجي".
رابعاً ؛ يركز الإعلان على الرؤية الرعوية للبابا فرنسيس، ويعني تطوراً حقيقياً في تعريف "البركة" في النص الرسمي للكنيسة ، والجزء الأساسي من الإعلان هو أنه يمكن للمرء أن يفهم إمكانية الحصول على "بركات" للأزواج في زواج غير منتظم أو اتحاد مثلي دون التحقق رسميًا من وضعهم أو تغيير بأي شكل من الأشكال تعاليم الكنيسة التقليدية حول الزواج.
تعليقي على هذا الإعلان في نقطتين الأولي معنى "البركة" و الثانية هدف الرعاية الرعوية .
أولاً : معنى "البركة"
فيما يتعلق بمعنى "البركة" قد أسأل لماذا يأتي الأزواج الذين هم في زيجات غير منتظمة أو علاقات مثلية إلى الكنيسة طلبا للبركة سواء كانت طقسية أو غيرها ؟ فهل يأتون طالبين معونة الله ورحمته ليقودهم إلى الانفصال والتوبة ؟ أم أنهم يأتون عمليا لطلب بركة الكنيسة لإقرار اتحادهم ( سواء كان هذا الإقرار رسميا أم لا ) وقبول اتحادهم ؟ ، ويؤكد الإعلان أن مثل هذه العلاقات الجنسية في إطار الزواج غير القانوني أو الاتحاد المثلي هي خطيئة وتتعارض مع تعاليم الكنيسة بشأن الزواج والحياة الجنسية .
فكيف يمكن للكنيسة أن تبارك ما تعتبره الكنيسة خطيئة ؟ أليس هذا ارتباكا حقيقيا ؟ أم أنه ارتباك فقط إذا كانت البركة طقسية ؟ تخيل كاهنًا كاثوليكياً يدرس فصلًا عن تعاليم الكنيسة حول الزواج والحياة الجنسية ، ويوضح بوضوح شديد تعاليم الكنيسة الأخلاقية ، وبعد أنتهاء الفصل يأتي إليه زوجان في زواج غير منتظم أو اتحاد مثلي ويطلبان البركة فهل يباركهم ؟ ! هل يبارك ما قاله للتو أنه مخالف لتعليم الكنيسة الأخلاقي؟ .
ثانياً : الرعاية الرعوية
من الضروري بالطبع أن تمتد الرعاية الرعوية إلى الجميع ، كما أن رحمة الله هي لجميع الناس وخاصة الخطأة ، والغرض من الرعاية الرعوية هو قيادتهم إلى التوبة ، وتقديم الرعاية الرعوية للذين يعيشون في زيجات غير شرعية أو اتحادات مثلية من خلال مباركة علاقتهم ، هل يوجههم هذا إلى التوبة ؟ أم أنه سيوجههم فعلياً إلى البقاء في علاقتهم الخاطئة؟
من المفهوم أن يأتي شخص رجلاً أو امرأة ، في زواج غير منتظم أو اتحاد مثلي إلى الكنيسة طالبا المساعدة ورحمة الله من خلال بركة الكنيسة لتقويته على التوبة وعيش حياة الطهارة ، ولكن إذا جاء رجل مع صديقته أو شريكه إلى الكنيسة وباركت الكنيسة هذين الزوجين، فهل تقودهم الكنيسة إلى التوبة أم أن الكنيسة تقودهم إلى البقاء في الخطيئة ويشعرون أن أفعالهم الآن تباركها الكنيسة ؟
وأنهي نيافة الأنبا سرابيون تعليقة بشعوره بالأسف ، بشدة لصدور مثل هذا الإعلان الذي أحدث بلبلة وانقساماً في الكنيسة الكاثوليكية ، مؤكداً نيافته إن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في حوار لاهوتي مع كنيسة الروم الكاثوليك، لذا فإن كنيستنا ومع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المتواجدة معنا في الحوار ، ستعرب عن قلقنا العميق ونطلب التوضيح من الكنيسة الكاثوليكية في الحوار اللاهوتي القادم في يناير المقبل ٢٠٢٤ ، وسوف نرفع ما تم التوصل إليه إلى اللجنة المجمعية المعنية بالعلاقة المسكونية لعرضها على المجمع المقدس في مارس 2024 لنقرر موقفنا من هذا الحوار اللاهوتي .
ومن هذا نتعلم مخاطر الابتكار. قد نأتي بالتجديد ولكن ليس الابتكار كما فعل هذا الإعلان من خلال عدم استخدام لغة واضحة في تعاليمه اللاهوتية والأخلاقية. ولنتذكر ما قاله القديس بولس لتلميذه تيموثاوس عندما أوصاه : "يا تيموثاوس، احفظ الوديعة، معرضا عن الكلام الباطل الدنس، ومخالفات العلم الكاذب الاسم " ( ١ تي ٦:٢٠ )
ليحفظ ربنا يسوع المسيح سلام الكنيسة، ويحفظ شعبه من كل انحراف ويمنحنا جميعاً حياة مجيدة ، له المجد الآن وإلى الأبد أمين .