د. عوض شفيق
لا نعرف لماذا هذا الابتزاز السياسى التى تمارسه إسرائيل وأمريكا على الدول العربية... كل الذى أعرفه أن "السلوك المحظور يظل محظورا فى كل زمان ومكان" أى فى زمن السلم وزمن الحرب، هكذا خبّرونا الأوائل القدامى للقانون الدولى . وحتى إذا كنت أعرف فإننى لا أعمل فى مجال التنظير السياسى بل أمتهن مهنة القانون. والقانون الدولى الإنسانى تم وضعه وتقنييه لأجل البشر وهو القانون الواجب التطبيق ولا غيره سواه فى هذه الحرب التى هى امتداد لحرب 1948. وعلى الدول وخصوصا دول مجلس الأمن الامتثال والاحترام لقواعد هذا القانون ولا يمكن لأى دولة دولة تحتكر دبلوماسية منفردة فى وقف اطلاق النار الدائم وباتفاق عسكرى مكتوب وتعيين دول حامية من غير أطراف النزاع المسلح تحمى سكان غزة من الإبادة الجماعية.أو تعيين لجنة الصليب الأحكر كطرف محايد يرفع الراية البيضاء لوقف اطلاق النار وفقا لاتفاقيات جنيف. وكما قلت سابقا أن هذا القرار بتوسيع دخول المساعدات الانسانية ليس قراراً بالمعنى القانونى لصيغة قرارات مجلس الأمن بل هو مجرد توصية فى ظل غياب كيفية تنفيذه وتمسك اسرائيل بتفتيس كافة الناقلات والشاحنات قبل دخولها إلى القطاع ومن ثم تعيين كبير منسقى الشرق الأوسط ليس حلا للنزاع ولا يعنى إنهاء حالة الحرب القانونية فى القطاع والاردن وتوسيع نطاق الحرب الإقليمية. ولا يعد أنتصار للدبلوماسية العربية كما يعتقد البعض. بل هو نكسة مستمرة للدبلوماسية الوقائية لمنع وقوع الحرب وعدم التزامهم بالقانون كانت بدايتها 1948 - 2023. فالقانون يجب أن يحتل الصدارة والخطوط الأمامية فى الدبلوماسية وليس العكس ويرتد الحق إلى الوراء وتتوارى العدالة لأن الدبلوماسية الصادقة سقطت أمام ابتزاز أمريكا وإسرائيل,
وقد عبرّت عن هذا الابتزاز روسيا على لسان مندوبها الروسى وقوله:
"هذه لحظة مأساوية بالنسبة للمجلس وليست لحظة انتصار للدبلوماسية متعددة الأطراف، بل هي ابتزاز فاضح وغير مسبوق".
بعد امتناعه عن التصويت على قرار حول غزة وإسرائيل بمجلس الأمن، السفير الروسي ينتقد ما وصفها بصياغة القرار "التي فرضتها الولايات المتحدة".
قال الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، السفير فاسيلي نيبينزيا إن قرار مجلس الأمن "لو لم يحظَ بتأييد عدد من الدول العربية، لكنا بالطبع استخدمنا حق النقض (الفيتو) ضده". وأكد أن بلاده ترى باستمرار أن العالم العربي قادر على اتخاذ القرارات ويتحمل المسؤولية الكاملة عنها، "وهذا السبب الوحيد الذي جعلنا لا نعطل تلك الوثيقة" في إشارة إلى امتناعه عن التصويت على مشروع القرار بدلا من استخدام الفيتو ضده.
وانتقد نيبينزيا الصيغة الحالية للقرار الذي دارت حوله مفاوضات مطولة. وقال إن المسؤولية عن كل العواقب المحتملة- المترتبة على القرار بشكله الحالي- تقع على عاتق الدول التي أعطت موافقتها على صياغة القرار "التي فرضتها الولايات المتحدة" على حد تعبيره.
وقال مندوب روسيا الدائم "إن هذه لحظة مأساوية بالنسبة للمجلس، وليست لحظة انتصار للدبلوماسية متعددة الأطراف، بل هي لحظة ابتزاز فاضح وغير مسبوق ومجرد من المبادئ، يعكس ازدراء واشنطن لمعاناة الفلسطينيين وآمالهم في أن يضع المجتمع الدولي حدا لكل هذا".
وشدد على أن المطالبة بشكل واضح بوقف كامل لإطلاق النار من قبل مجلس الأمن، "تظل ضرورة حتمية"، مضيفا أنه "بدون ذلك، وكما أظهرت تجربة قرار مجلس الأمن رقم 2712، فإن تنفيذ قرارات مجلس الأمن في غزة سيكون ببساطة مستحيلا".