مدحت قلادة
أخي وصديقي المحبوب المنتقل جسديا الباقي متربعا داخل قلوبنا مجدي يوسف شاركت اليوم في قداس وداعه علي الأرض سافرت من زيورخ الي دير القديس الأنبا أنطونيوس بألمانيا أكثر من خمس ساعات ذهابا و مثلهم ايابا، استيقظت الساعة الثالثة والنصف صباحا خرجت الرابعة واخذت سيارتي في رحلة الذهاب كانت كل الذكريات أمامي "مجدي" المناضل اعرفه من عشرون عاما مناضل لأجل الغلابة والبسطاء مناضل متألم كان يتألم لالام الأقباط في مصر منذ الكشح وكان له صوت عالي وسط الحزب المسيحي الديمقراطي الالماني لم يكن مناضل صورة انما كان فاعل عامل أينما حل لانه اختير لمدة ست سنوات متوالية من القيادات الحرفية في حزب ميركل، بل كان مناضل ومعلم كان قاريء نهم يقراء وكان كل قراءاته يفيد بها الآخرين بل كان يسخر كل معرفته لاصدار بيان باسم اتحاد المنظمات القبطية في اوربا .
المناضل مجدي يوسف كان له علاقة وثيقة بقيادات البرلمان الأوربي و حدد لنا ميعاد مع السيد اولمر بروك الذي كان يعد وزير خارجية البرلمان الأوربي في بروكسل.
مجدي يوسف الذي لا يكل كان لنا كأعضاء اتحاد المنظمات جلسات نناقش حالات الاضطهاد والتعدي علي الأقباط في ربوع مصر بل كنا نناقش فكان مجدي يتميز برؤية اعمق منا جميعا ، مجدي يوسف كان يقف في صف كل متألم فكان دائما يتحدث عن جرجس بارومي المسجون ظلما في دولة ضاع فيها العدل و استأسد الظلم علي الغلابة البسطاء الأقباط.
مجدي يوسف كان دائما مهموما بقضايا الاعتداءات الارهابية ضد الأقباط فكان دائما يرسل كل الاعتداءات الي كل الألمان والأعضاء في البرلمان الأوربي اولا بأول.
مهما تحدث عن المناضل الراحل الباقي مجدي يوسف لن أوفيه حقه اطلاقاً لانه عاش بقلب ينبض للأقباط قلب مملوءة بحب مصر قلب إنسان مسيحي غيور قلب تعلم من سيدة الذي قال تكلم ولا تصمت هذا جزء من شخصية المناضل مجدي يوسف.
ولكني اكتشفت اليوم انه ليس مناضلا فقط بل قديس كان قداس الجنازة بمثابة احتفال بزف عريس للسماء حضر القداس الأسقف المحبوب الأنبا دميان المشرف لكنيستنا القبطية في المانيا لما له من حضور شخصي و تمكن لغوي وتعبير قوي لذلك احبه كل الألمان و حضر أبينا المحبوب ديسقوروس الأنطوني صاحب القلب الطيب الذي يعلم بحبه بالأعمال وليس بالوعظ و حضر ٧ آباء اخرين منهم رهبان او كهنة خدام للأسف لم اعرفهم علاوة علي اخوه تحت الاختبار للرهبنة وقاد الشمامسة الاخ ممدوح وكانت الألحان جميلة معزية لحن أجيوس ولحن كي ايبرتو الحان باصوات تنقلك الي السماء شعرت بانها ليس صلاة جناز لمناضل قبطي انما لأسقف عدد كبير من الحاضرين جموع قلوبهم مع الصلوات و عيونهم تملائها الدموع علي ملاك جميل عاش محبا للكل ، كان قديسا يدخل اي نقاش بروح الحب و يرسم البسمه والفرحة علي شفاة كل من يقابله.
و اخيرا دموع مدام منال زوجته و دموع مارتينا و مارينا وماركوس اولاده و كلمات ابونا ديسقوروس الأنطوني المعزية لهم جميعا تؤكد اننا علي ثقة وإيمان ان اخينا المنتقل جسديا الباقي داخل قلوبنا جميعا له مكانة القديسين و تعكس بكل إيمان وكأنك تسمع صوت رب المجد " "قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." (مت 25: 23).
اخي الغالي مجدي يوسف اعرف انك رحلت جسديا ولكنك معنا روحيا وكأنني اسمع صوتك تعلمنا " اذهب و تبقي صورتي فانظروا الدنيا الغرور لا تطلبوا عودتي الي دار الماسيّ والشرور ، فقد ضللت بمنزلي في جيرة الله الغفور ، حيث المسرة لم تذل تجلي المأسي من علي الصدور "
هنيئا لك السماء والي ان إلقاء