Oliver كتبها
جاءت العذراء نسيبتي إلى بيتي.أخبرنى روح الله أن الله فى بطنها.كانت زيارة لو تعلمون سمائية. الرؤى تحدث سريعاً و الأحلام من الله لا تستمر طويلاً أما هذه الزيارة الإلهية فقد دامت أشهر ثلاثة.كانت تجلياً لمراحم الله و تفضلاً لكمال نعمته . ثلاثة أشهر.كل لحظة فيها لها قصة.كل يوم كان عجباً.كنت أدرى و لا أدرى ما أقول.خشيت الكلام و الصمت معاً.من بعد أن بادرت العذراء بالتحية إنتابتنى حالة لا أعرفها.أحسست أن السماء عندى .صرت أنا و زكريا كمن يرتقون فوق السحاب.
 
سمعتُ العذراء تُسبح.تُكلم الذى فى بطنها و هى رافعة رأسها.مع هالة من الوداعة و لغة أعظم من الملكات.بعد التسبيح جلسَتْ تنظرنى.شرحَت لى أسرار تسبحتها فتوقفت الأفكارعلى رأسي كالطيور.من أين لهذه تلك الحكمة.العذراء حاملة الرب و حاملة للنبوات أيضاً.من هم الأعزاء الذين أنزلهم و سينزلهم الله.ليتني لا أكون منهم.و من هم المتضعين الذين رفعهم و سيرفعهم القدير؟ ليتنا منهم.
 
كلما قامت العذراء تخدمنى كنت أصرخ فى داخلي.من اين لي هذا أن تخدمنى أم ربي.كنت أتناول ماءا من يدها موقنة أنه من يد القدير الساكن أحشاءها.لا تسألونى ماذا فعلت العذراء فى البيت بل ماذا فعلت بنا و المسيح فى بطنها.كانت مذبحاً متنقلاً هكذا أشار لى زكريا الصامت و هو يضع المبخرة على عتبة بيتنا.كتب لى زكريا على اللوح أن هذه  العذراء هى  بيت الله المتجسد .حملته إلينا نحن المتواضعين.
 
إن تسبحة العذراء بدأت في بيتنا لكنها لم تتوقف أبداً.فى كل وقت كانت تسبٍح .لم أرها بدون تسبيح حتى علمتنا التسبيح.أنا باركتُها حين دخلَتْ بيتى و هى الآن كل الوقت تباركنا بمن فى بطنها متجسداً.
 
كلمتنى عن التجسد.لم أسمع كلاماً مثله من قبل.كلمتنى عن الخلاص.كانت مبتهجة بإبنها لأنه مخلصها.فرحتُ جداً بكلامها المفرح لأنها علمتنى أن الخلاص سيكون للجميع في جميع الأجيال. 
 
لم يدهشنى أن بعض الجيران كانت تزورني بالنهار و هى تحدثنى عن نور يرونه صاعد من بيتنا بالليل.كنت أعرف من هو النور و من هى أم النور لكن بحسب نصيحة مريم العذراء إلتزمت الصمت.
 
سألت العذراء كيف سيعضد الرب إسرائيل فتاه؟ فأجابتنى لقد عضده بالفعل حين حقق النبوات التى نطق بها يعقوب تك 49 جاء ليملك و سيبقي ملكاً على بيت يعقوب إلي الأبد  و اليوم بدأت تجليات عودة مجد إسرائيل فى إبنى يسوع الذى هو يعقوب الحقيقى,فقلت للعذراء طوباكى يا إبنة يعقوب و فخره.
كنت أتسلل سراً أضع القبلات فى كل مكان جلست فيه العذراء.هذه أركان مقدسة.بيتنا هيكل.أود أن اصيح بأعلى صوت,المسيح فى بيتنا ,أمه تحمله لنا, المسيح معنا بيننا.كنت لا أصدق نفسي.ثلاثة أشهر و العقل يعجز عن تفسير الأحداث.أقول لكم ,لولا أن روح الله أعاننى ما أستطعت أن أبقى فى البيت.
 
كنت أخشى النوم.أخشى الكلام.فأنا أليصابات فى قدس الأقداس.زكريا معى أيضاً.كنت أفكر مرات و مرات قبل أن أسأل أو أجيب.من أين لى بلسان و الرب حاضر؟ كنت أتعمد الجلوس على الأرض بحجة أوجاع الحمل لكن الحقيقة هى شعوري أننى يجب أن أسكن في التراب قدام الرب.أما زكريا فكان يتسلل في صمته إلى أحد أركان البيت و الفرح يغمره بالدموع .كان يشكر الله أنه صامت تلك الأيام التى لا تحتاج للكلام.يكفيه أن ينظر ,يتعجب, يتأمل و أنا مثله