ولهلم شبيبلبرج عالم الخط الديموطيقي الكبير صاحب قاموس الجيب القبطي الذي أهتم فيه برد كل كلمة قبطية إلي أصلها الديموطيقي

يمثل عالم اللغة المصرية القديمة  الكبير ولهلم شبيلبرج (1870-  1930 ) أهمية كبري في علوم المصريات Egyptology   بصفة عامة ؛والخط الديموطيقي منه بصفة خاصة  ، نظرا لما تمثله دراساته وأبحاثه اهمية كبري في تطور دراسات هذه الخط . اما عن شبيبلرج نفسه ؛فلقد ولد في هانوفر بالمانيا في 25 يونية 1870 ؛ولقد تلقي تعليمه كطالب  في برلين حيث تتلمذ علي يد عالم الآثار الالماني الكبير ادولف إرمان ( 1854- 1937 ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 11 يوليو 2020 ) . ولقد تخرج من الجامعة عام 1891 ؛ ولقد حصل علي درجة الدكتوراة في علوم المصريات وكان موضوع رسالة الدكتوراة هي ( بحث في القانون المصري في عهد الفراعنة) وكان ذلك خلال عام 1892 .  

 

سافر إلي فرنسا حيث درس علي يد العالم الفرنسي الكبير جاستون ماسبيرو (  1846- 1916 )  ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ الأربعاء 4 يوليو 2018 )  وفي سن الثالثة والعشرين من عمره ؛عين  عضوا في هيئة التدريس في جامعة ستراسبورج ؛ولقد تنقل في العمل بين جامعات ستراسبورج وهيدلبرج وميونيخ .وفي بداية عام 1894 ؛سافر إلي  مصر حيث عمل في الحفر الاثري معابد في طيبة بالأقصر ؛ بالاشتراك مع كل من  فلندرز بتري ( 1853- 1942 ) (راجع مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 19 يوليو 2019 ) وجيمس كيبل ( 1867- 1935 )   ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 6 يونيو 2020 ) . 

 

وبرسي  نيوبري (  1869-  1949 )  وهوارد كارتر ( 1874- 1939 ) ومع مطلع عام 1900 بدأ  العمل في المتحف المصري( وكان وقتها موجودا في الجيزة  في قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة  وهو المكان الموجود به حديقة الحيوان حاليا ؛ ولقد تم نقل المتحف إلي مكانه الحالي في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني وتم افتتاحه رسميا في 15 نوفمبر 1902 )  ؛حيث عمل كمفهرس Cataloger ومحرر Editor   للبرديات الديموطيقة الموجودة بالمتحف ؛ولقد اصطحب الروائي الالماني الشهير توماس مان (   1875- 1955 ) في زيارته لمصر   حيث ساعده في تزويده  بالمادة العلمية اللازمة لروايته الشهير يوسف واخوته  Joseph Tetra logy  ( وهي رواية من اربعة أجزاء تدور احداثها في القرن الرابع عشر قبل الميلاد  ؛ ولقد استقي الروائي توماس مان أحداثها من قصة يوسف الصديق التي وردت في الكتاب المقدس  سفر التكوين الاصحاحات من 37 -  50 ) . . وفي عام 1919  أصبح عضوا في اكاديمة هايلبرج للعلوم  Member of Heidelberg of Sciences  وفي عام 1924 أصبح عضوا كاملا Full Member في أكاديمة بافاريا للعلوم Bavarian Academy of Sciences 

 

. كما أصبح اول عميد لمعهد علوم المصريات في ميونيخ the first head of the institute of Egyptology in Munich . ولقد استمر في العمل والبحث والكتابة حتي توفي فجأة في يوم 23 ديسمبر 1930 عن عمر يناهز 60 عاما قضاها كلها في العلم والبحث والدراسة حتي صار واحدا من اهم علماء الخط الديموطيقي في العالم . 

 

 ولقد قام العالم الكبير بزيارة مصر خلال عام 1928 كما يذكر لنا المؤرخ الكبير توفيق اسكاروس (1871- 1942 ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ  24 نوفمبر  2016 ) في المقالة التي نشرها في المجلة الجديدة الشهرية عدد شهر مايو 1931؛ وخلال زيارته لمصر تعرف علي عالم القبطيات  الكبير الدكتور جورجي صبحي (1884- 1964 )   ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 22 ديسمبر 2018 )  وتبادل معه الزيارت ؛ وكان قد عرفه به عالم اللغة القبطية والتر كرام  W .E .Crum    (   1865- 1944 ) صاحب قاموس كرام الشهير ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 22 ديسمبر 2018 ) ؛ كما تعرف خلال زيارته لمصر علي العالم الكبير سليم حسن (   1886- 1961 ) ( راجع مقالي عنه علي صفحة شروق نت بتاريخ 2 يناير 2021 )   وقام يالتعرف علي اكتشافاته العظيمة في منطقة الأهرامات ؛ كما تعرف علي عالم الاثار الكبير الدكتور سامي جبرة  (  1892- 1979 ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحةالاقباط متحدون بتاريخ 9 مايو 2020 ) .    وقام بزيارة المؤرخ الكبير  توفيق اسكاروس في مقر عمله بدار الكتب المصرية كما ذكر ذلك المؤرخ الكبير في المقالة السابق الاشارة اليها . 

 

1- دراسات حول نظام القضاء فى الدولة الفرعونية من الأسرة الثامنة عشر حتى الأسرة الحادية والعشرين ، 1892 . 

2- مجموعة الآثار المصرية فى متحف هاج ،1896 . 

3- أوراق البردى الديموطيقي بمكتبة ستراسبورج ، الطبعة الرابعة 1902 . 

4- شواهد القبور المصرية  بمتاحف جنوب ألمانيا ، ثلاثة أجزاء 1902- 1906 . 

5- تاريخ الفن المصري حتى العصر الهليني ،1903 . 

6- إقامة الإسرائليين فى مصر فى ضوء التماثيل المصرية ،1904 . 

7- الآثار الديموطيقية ، ثلاثة أجزاء ،1904 حتى 1932 . 

8- مختارات من الأعمال الفنية المصرية ،ستراسبورج ،الطبعة الرابعة ، 1909 . 

9- الأسطورة المصرية فى عين شمس ،1917 .

10- قواعد اللغة الديموطيقية ،1925 .

11- قاموس اللهجة القبطية ، نشر عام 1921 . 

12- له حوالي 159 مقالا نشر فى الدوريات المختلفة . 

( رمضان عبد على : تاريخ مصر القديم ،الجزء الأول ، دار نهضة الشرق ، 2001 ،   الصفحات من 168- 172 )

وتبقي كلمة أخيرة عن تطور الدراسات الديموطيقية في العالم وفي مصر ؛ ولعل أول من حاول فك رموز الخط الديموطيقي هو المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي Silverestre de Sacy ( 1758- 1838 ) الذي كان استاذا لشامبيلون من خلال فحصه لحجر رشيد مع العالم الفرنسي الكبير فرانسوا شامبيلون   J .F .Champollion   (1790- 1832 ) ولما فشلت جهوده ؛قام بتسليم النسخة الخطية الي الدبلوماسي السويدي يوهان ديفيد أكربلاد Johann David Akerblad  عالم الدرسات الشرقية والذي نجح في خلال مدة شهرين من فك رموز الخط الديموطيقي من خلال مقارنة أسماء الأعلام بين كل من النصين اليوناني والديموطيقي ؛ وكان ذلك خلال عام 1802 م .ثم ظهرت بعدها المدرسة الاوربية في الدرسات الديموطيقية ومن اشهر أعلامها :-

1- ولهلم شبيلبرج  ( صاحب المقالة الرئيسية ).

2- فرنسيس جريفث F .L .Griffith .

3- إريكسون Erichsen .

4-جانيت جونسون  Janet H. Johnshon .

أما عن مصر ؛ يعتبر العالم المصري الكبير الدكتور جرجس متي G. Mattha (1905- 1967) (راجع مقالنا عنه على صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 19 فبراير 2023) . هو أول من حاول اقتحام مجال الدراسات الديموطيقية من المصريين ؛ حيث درس في جامعة أكسفورد علي يد العالم الإنجليزي الشهير فرنتسيس جريفث (  1862- 1934 ) . , ولقد قام جرجس متي بنشر مجموعة من النصوص الديموطيقية المسجلة علي الاوستراكا ( الشقاقات) . ثم ظهرت بعده المدرسة المصرية في الدراسات الديموطيقية ؛نذكر منهم المرحوم الدكتور مصطفي الأمير ؛ ثم جاءت النقلة الكبري في الدراسات الديموطيقية علي يد العالم الجليل الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين ( 1943- 2016 ) ( راجع مقالي عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 12 نوفمبر 2021 ) .  الذي درس في جامعة ليدن بهولندا ؛وقام بتربية جيل كامل قام بالتخصص والتعمق في الدراسات الديموطيقية ما زال يعمل بكل همة ونشاط في الجامعات المصرية .نذكر منهم الأستاذة الدكتورة علا العجيزي أستاذة الآثار المصرية بجامعة القاهرة ؛ والمرحوم الدكتور عادل فريد طوبيا ( 1951- 2011  ) ( راجع مقالتي عنه علي صفحة موسوعة علماء الآثار المصريين في مائة عام بتاريخ 14 نوفمبر 2022 ) . 

 

1—Aziz .S .Atiya :- Spiepleberg ( 1870- 1930) – Claremont Colleges Digital Library .

2-رمضان عبد على : تاريخ مصر القديم ،الجزء الأول ،دار نهضة الشرق ، 2001 ، الصفحات من 168- 172 .

3-توفيق إسكاروس :-  المجلة الجديدة لصاحبها سلامة موسي ؛ مايو 1931 .

4-حمد رأفت :- الجهود التي بذلها العلماء لفك رموز الخط الديموطيقي :- نقلا عن كتاب "الكتابة الديموطيقية " للاستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين ؛ موقع علي  شبكة الانترنت . 

5-بعض المواقع المتفرقة علي شبكة الانترنت . 

5- شكر خاص للدكتور مينا عادل فريد نجل المرحوم الأستاذ الدكتور عادل فريد طوبيا أستاذ اللغة الديموطيقية بجامعة القاهرة فرع الفيوم الراحل لتفضله بتزويدي ببعض المعلومات عن والده . 

)