فريدة الشوباشى
يجمع العالم تقريباً على نزاهة الانتخابات الرئاسية فى مصر، التى لم يستطع الأعداء التشكيك فيها، سواء أعداء الداخل الذين يسخرون جميع طاقاتهم التخريبية ضد الوطن، وأعداء الخارج الذين أفشلت مصر جميع مخططاتهم التى أرادوا بها سد أفق المستقبل الذى سطرته هذه الانتخابات.. والأكيد أن التاريخ سوف يسجل بحروف من ذهب أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حاز على أغلبية ساحقة فى الانتخابات والذى أكد المصريون أنه يعبر عن مكنون صدورهم وعن كل طموحهم للمستقبل، سطروا ملامحه بتدفق لم يسبق له مثيل، على مراكز الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم فى رسالة لا لبس فيها، بأن هذا القائد هو أصدق تعبير عن القرار الوطنى الأصيل، وفى القلب منه القضية الفلسطينية، التى أضناها التجاهل والانحياز الظالم للدولة الصهيونية والتخاذل العالمى والعربى.
وبالنظر إلى ردود الفعل الدولية بعد «الخط الأحمر» الذى قررته مصر بلسان قائدها، برفض التهجير القسرى لفلسطينيى قطاع غزة، تصدرت القضية الفلسطينية المشهد العالمى ونزعت قناع دولة الاحتلال الصهيونية، وكذلك قناع الولايات المتحدة الأمريكية مدعية الدفاع عن حقوق الإنسان، وكشف القرار المصرى كل خبايا خطاب خدع العالم عشرات السنين. وهو ما أطاش صواب المعتدين على أبسط حق إنسانى فلسطينى، وهو حق مقاومة الاحتلال، وربما لأول مرة فى التاريخ يبرر الرئيس الأمريكى جو بايدن بربرية دولة الاحتلال ويعلن بلا أدنى خجل، أن إسرائيل تدافع عن «حقها»! بقتل عشرات آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الفلسطينيين وتدمير مساكنهم وقصف المستشفيات ومنع الغذاء والدواء عنهم، وطبعاً لا يخفى أعداء الإنسانية حنقهم وحقدهم من الجهود المصرية بإرسال ما يتيح لأبناء غزة مواصلة الصمود، بقدر الإمكان، عبر معبر رفح.. كما سيسجل التاريخ بأحرف من نور ساطع إعلان مصر بأن السبيل الوحيد لإقرار السلام هو حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل.. بفضل الموقف المصرى العادل أخذ العالم بأسره يبحث عن الحل فى هذا الاتجاه.
وكان القرار المصرى أحد أسباب ارتفاع شعبية الرئيس السيسى، حيث أخرس من توهموا التشكيك فى موقف مصر القومى من القضية الفلسطينية، التى ندرك جميعاً أنها قضية أمن قومى لمصر.. والأكيد أن هذه القرارات تتسق مع إعلان الرئيس لمواطنيه بأن «الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى»، وهو ما تحقق على أرض الواقع بجلاء تام، ليس على الصعيد الخارجى فحسب، بل وبإصرار نادر على النهوض بأحوال المواطنين والارتقاء بمستواهم المعيشى والصحى والتعليمى والسكنى، وكل ما يكفل للمواطن، دون أدنى تمييز طبقى أو دينى، حياة كريمة، وأن ذلك ليس مجرد شعار، بل خطة وطنية يتابع الرئيس حُسن تطبيقها، كما يوضح رمزياً، الانتقال من عشوائيات بطن البقرة إلى حى الأسمرات..
ومما لا شك فيه أن التاريخ سيقول الكثير عن انتخابات الرئاسة لعام 2024، التى يعقد المصريون عليها بثقة تامة استعادة مصر لمكانها ومكانتها، وقد بات العالم أجمع، الصديق أو العدو، يعمل حساباً جدياً لقراراتها كما باتت تجربتها التنموية، رغم الظروف العالمية الرهيبة، نموذجاً يحتذى وهو ما يدعو إلى الفخر ويفسر مدلول هذه الانتخابات التى أصبحت حديث العالم وإدراكاً لا لبس فيه لقرار المصريين، بملء إرادتهم، وتعبيراً عن آمالهم المعقودة بثقة عميقة، باستكمال البناء، على جميع الأصعدة، محلياً ودولياً.