مارجريت عازر
احترفت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية قبل 25 يناير وبعدها، حتى وصول محمد مرسى، مندوب الجماعة فى القصر الرئاسى، استغلال حاجة المواطن المصرى بتقديم الرشاوى الانتخابية له، وتنوعت أساليب الرشوة من الشكل النقدى المباشر حتى توزيع كراتين السلع الغذائية. واستخدمت فى سبيل ذلك النواب المنتمين والموالين لها بمجلسى الشعب والشورى، ثم بمجلسى النواب والشيوخ فى برلمان قندهار، كما أطلقوا عليه. كما استخدمت العديد من منظمات المجتمع المدنى وجمعياته الإخوانية فى توزيع كراتين الرشوة الانتخابية. وقد استهدفت من الرشاوى الانتخابية شراء الأصوات وتوجيهها لصالح مرشحيها فى استغلال غير آدمى للحاجة والاحتياج.
بعد ثورة 30 يونيو، تغير الحال، وبدأت الحياة السياسية المصرية تتبلور بشكل مختلف تمامًا عما عهده السياسيون قبل ذلك. وضمن أهم ما تبلور «حياة كريمة» لتصبح أهم وسيلة للوصول إلى المحتاجين فى كل قرية فى مصر، وبعدها تبلورت فكرة «التحالف الوطنى». واستطاعا معًا أن يوفرا حياة كريمة للإنسان المصرى ويساعداه على مواجهة تقلبات الحياة. ساعدت «حياة كريمة» و«التحالف الوطنى» على عدم استغلال الاحتياج والمتاجرة به من أجل الوصول إلى مقايضة الصوت الانتخابى مقابل كرتونة زيت وسكر.
ساعدت «حياة كريمة» و«التحالف الوطنى» على استقلالية قرار الإنسان المصرى، الذى تم استغلاله فى اختيار مرشحه والإدلاء بصوته، دون أى توجيه أو توظيف، وهو ما أنهى أسطورة الجماعة الإرهابية فى السيطرة على الشارع المصرى ومساعدة المحتاجين، بعد أن تحول هذان الكيانان إلى المجتمع المدنى الحقيقى غير المُسيَّس والمحايد بعيدًا عن الطائفية المستغلة من الجماعة الإرهابية وغيرها.
نجحت «حياة كريمة» و«التحالف الوطنى» فى الوصول إلى المحتاجين فعلًا بالسلع المخفضة والمجانية، دون استغلال حاجاتهم وتوظيفها، وهو ما حرّك كما رأيت حزب الكنبة للمشاركة فى الانتخابات والتشجيع على التصويت اقتناعًا بقوة وتأثير التصويت فى اختيار أفضل مَن يعبر عن طموحاتنا وآمالنا، وأفضل مَن لديه القدرة على تأمين مصر والحفاظ على استقرارها وتقدمها.
استعاد المجتمع المدنى المصرى دوره وريادته بعيدًا عن تعليمات التمويل الموجه، وأعاد بهذا الشكل للمصرى مكانته وكرامته بعدم السماح باستغلاله. وهو ما ظهر أيضًا فى الدور الذى قامت به «حياة كريمة» و«التحالف الوطنى» فى دعم الشعب الفلسطينى بهذا الشكل الراقى، الذى يؤكد دور مصر الحقيقى، بعيدًا عن استغلال قضيته لتحقيق مصالح دولية، مثلما يفعل البعض أو استغلال انقسام فصائله فى استقطابات سياسية حادة. وهو تأكيد لإعادة ريادة المجتمع المدنى المصرى، بعيدًا عن التشويه الذى حدث له لصالح جماعات متطرفة وإرهابية للوصول إلى الشرق الأوسط الكبير، هذا الحلم الذى وأدته ثورة 30 يونيو الشعبية.
نقلا عن المصري اليوم