مودي حكيم
مريم العذراء حزينة، ففى الوقت الذى يحتفل به العالم كله بمولد السيد المسيح، داهم الحزن قلبها، بيت لحم.. المدينة خالية وحزينة.. هذا الشهر كان من المفترض أن يكون أيام فرح كبيرة.
بكت مريم مرددة «أنا الأم الحزينة وما من يعزيها». ففى الوقت التى كانت تزين فيه شوارع العالم بألوان زاهية، وتضاء شوارع المدن خلال احتفالات الميلاد المجيد كل عام، اتشحت مدينة بيت لحم مسقط رأس يسوع المسيح بالسواد، وغلفها الظلام، وتحديدا فى كنيسة المهد. حيث يتدفق الآلاف على المدينة الواقعة فى الضفة الغربية كل عام للاحتفال بمولده.
لقد قتل الهجوم الإسرائيلى فى بيت لحم روح عيد الميلاد، استخدمت الأنقاض بدلا من شجرة عيد الميلاد، استنكارا للهجمات الإسرائيلية على غزة.، وبدلا من تزيين شجرة عيد الميلاد هذا العام، اختارت زخرفة مصنوعة من الأنقاض ترمز إلى الدمار فى غزة. وتتضمن الزخرفة كومة مكونة من قطع خرسانية حول غصن زيتون، وفى وسط هذه الكومة توضع دمية طفل ملفوفة بالكوفية الفلسطينية بين الحطام والركام، رمزاً لمشهد طفل رضيع عالق تحت الأنقاض، وحول الحطام أغصان الأشجار المكسورة والأيقونات المختلفة والشموع.
فى غزة يصرخ الفلسطينيون الله معنا فى هذا الألم. لقد ولد المسيح متضامنا مع الذين يعانون من الألم والمعاناة. الله مع المظلومين. «نحن نتعرض لحرب إبادة جماعية تستهدف جميع الفلسطينيين. وللأسف، عندما نفكر فى ولادة الطفل المسيح، نفكر فى الأطفال الذين قُتلوا بوحشية فى غزة. ونتضرع لأمّنا العذراء.. يا حنونة. يا كنزَ الرحمة والمعونَة.. أنتِ ملجأنا وعليكِ رجانا.. تشفّعى فينا يا عذراء.. وتحنّنى على موتانا».
السلام عليك أيّتها الملكة أمّ الرحمة والرأفة، السلام عليك يا حياتنا ولذّتنا ورجانا. إليكِ نصرخ نحن المنفيّين أولاد حواء، ونتنهّد نحوك نائحين وباكين فى هذا الوادى وادى الدموع، فأصغى إلينا يا شفيعتنا، وانعطفى بنظرك الرؤوف نحونا، وأرينا بعد هذا المنفى، يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم البتول الحنونة. بحق قلبك الحزين للغاية علينا، استمدّى لنا فضيلة الأمان والسلام، تضرعى لأَجلنا، أيتها الأمُّ الحبيبة الحزينة. ومع صلوات قلبية من أجل سلام عادل ودائم على الأرض المقدسة.
السلامُ عليكِ يا مريم.
نقلا عن المصري اليوم