الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس
في زمن إبادة الأطفال هذا، لا بد لنا من ان نستهل رسالتنا الميلاديةِ، في زمن المجيء، بايات من الانجيل المقدس وردت على لسان الكلمة المتجسد.
"من أعثر أحد هؤلاء الصغارَ المؤمنينَ بي، فخيرٌ له أن يُعلق في عُنُقِه حجرُ الرحى ويُغرقَ في لُجة البحر" (متى 18: 6)
"كلّما صَنعتُم شيئًا من ذلكَ لواحدٍ من إخوتي هؤلاء الصغار، فَلي قد صَنعتُموه" (مت 25: 40)
مرة أخرى يأتي ميلاد السيد المتجسد المجيد، ومِنطقتنا ترزح تحت وطأة المؤامراتِ الجيدةِ الحبكةِ، والدمارِ، والقتلِ، والتهجيرِ، وشعبنا يغرق أكثرَ فأكثر بمشاكله الحياتيةِ والوجوديةِ، ولا يرى نهايةً للنفق المظلم الذي ادخلته فيه المكائد وفقدان السيادة على الأرض والمصير.
ان الذي يجري في غزة اليوم، مترافقٌ مع الذي يجري على سائر ارض فلسطين، وبعضِ الشرق الاوسط، يفوقُ كل تصورٍ ويتخطى كل تحليل، ويجعل باقي مشاكِلِنا في المنطقةِ باهتةً امام لون الدماء التي تَسيلُ على مدارِ الساعةِ في غزة، وامام كميات الضحايا التي تحصُدُها في كل لحظة، آلةُ القتلِ ومخططاتُ الإبادة والتطهير العرقي.
يبدو للناظر الى مسار التاريخ، ان قتل الأطفال ثقافةٌ قديمةٌ لدى البعض، وولادةُ المخلص قد ترافقت مع مجازرَ طالت أطفال بيت لحم، كما تطالُ الإبادة اليوم أطفال غزة الذين يصرخون سائلين: هل سنقتل جميعاً؟...