حمدي رزق
يكفى القضايا العادلة أنها عادلة لتكسب التضامن والتعاطف، هذا ما يعتقده السفير الفلسطينى فى لندن، «حسام زملط»، لا يذهب إلى استفزاز أو استنفار، يلمس قلوبًا، ويخاطب عقولًا، ويخاطب الإنسانية برقى، خير رسول للقضية الفلسطينية.
شاهدت بإعجاب فيديو (أهدانى إياه الكبير منير فخرى عبدالنور) يحوى خطابًا إنسانيًّا رقيقًا شيّره السفير زملط فى مناسبة عيد الميلاد، يحمل عنوان Christmas in Palestine، يتأسف بأسى وحزن حقيقيين لمسيحيى العالم عن عدم احتفال كنائس القدس بعيد الميلاد هذا العام!!.
الفيديو يحمل رسالة فلسطينية حزينة بالغة الرقى، رسالة بعلم الوصول، يخبر العالم أجمع بأن مهد المسيح ومسقط رأسه فى بيت لحم والقدس لن تضىء أنواره غبطة بعيد الميلاد، الاحتلال أطفأ أنوار الميلاد، وقمع أجراس الميلاد، وأسكت ترانيم الميلاد.
وكأنه يُذكرنا بعيد الميلاد المجيد الذى صادره الاحتلال، أصوات أجراس الكنائس فى الفيديو تدق فى قلوبنا، تلمس مشاعرنا، ترانيم الميلاد تُذكرنا بما قد فقدناه، الأمن والأمان.
فلسطين الجريحة (كما صورها الفيديو) لن تحتفل هذا العام بأعياد الميلاد، ميلاد المسيح، عليه السلام، كان تحت بطش الاحتلال، وبعد ألفى عام، كنيسة المسيح تحت نير الاحتلال، فلسطين تناضل من أجل ميلاد جديد، الميلاد فى فلسطين عيد وطنى يجمع أصحاب الديانات جميعًا.
السفير «زملط» فى إطلالته الحزينة يخاطب الإنسانية جمعاء، يوقظ ضمائر ماتت، ومشاعر قُبرت، بالمساندة والتضامن قد نرى الأضواء العام المقبل بعد زوال الاحتلال، رسالة الميلاد يستبطنها أهل فلسطين جميعًا على اختلاف طوائفهم، رسالة أمن ومحبة ورحمة.
يرسم السفير «زملط» صورة محزنة لمعاناة الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين تحت وطأة جبروت تسلط على الأرض التى شهدت ميلاد المسيح، عليه السلام.
ظهورات السفير «زملط» جميعًا، ولاسيما هذا الفيديو، مؤثرة، منطوق السفير واضح، محدد، واعٍ، مذاكر درس التاريخ، ويقف على أرضية فلسطينية وطنية، ما إن يظهر على الشاشات حتى يتجلى حضوره، فيخطف الأنظار.
ندرة من المتحدثين الفلسطينيين الرسميين مَن يملكون مثل هذا الحضور، ملكة الخطابة وحسن البيان، يستبطن قضيته، ويعبر عنها جيدًا، يخاطب العالم بلغته، بقضية فلسطين العادلة.
الفيديو القصير نافذ الأثر يُذكر بالميلاد المجيد، أقرب إلى مناشدة ورسالة، لسان كل فلسطينى إلى كافة مسيحيى العالم بضرورة التحرك من أجل حماية المقدسات فى فلسطين، وتحديدًا فى مدينة القدس لما تمثله من مكانة دينية خاصة لدى الطوائف المسيحية فى شتى بقاع العالم.
صوت السفير «زملط» نافذ مباشرة إلى قلوب المسيحيين حول العالم، ويدخل قلوب المسلمين جميعًا، ويوقظ ضمائر الأحرار حول العالم، وخلاصة خطابه، القضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين وحدهم، قضية المسيحيين والمسلمين.
يصوغ رسالته الإنسانية بذكاء، يقول إن الاحتلال لا يفرق بين كنيسة ومسجد، وكما للمسلمين مقدسات، للمسيحيين مقدسات، والاحتلال يدنس المقدسات جميعًا.
السفير ببلاغة يُذكر المسيحيين فى عيد الميلاد بقضية إنسانية، قبل أن تكون مسيحية، يستنفر الضمائر المسيحية الغربية، التى غفلت عن واجبها فى استنقاذ مهد المسيح، عليه السلام، من براثن الاحتلال الغاصب، على وعد بالاحتفال مجددًا بعيد الميلاد.
نقلا عن المصرى اليوم