القمص يوحنا نصيف
وقف شاب مسيحي أمام المحكمة الشيوعيّة، في إحدى البلاد، فسأله القاضي: "هل مسيحك مازال حيًّا؟!.. وهل يُعقَل أن يولَد إله بجسد بشري قابل للموت؟!"
فردّ عليه الشابّ متسائلاً: "ما تاريخ هذااليوم؟"
فأجاب القاضي: "اليوم هو 14 مارس سنة 1970م"
عندئذ أجاب الشابّ قائلاً: "لماذا تذكرون سنة 1970م؟! هل معنى هذا أنّ تاريخ البشريّة الجديد، لم يبدأ إلاّ من 1970 سنة، أي بميلاد المسيح؟ فهل تَعلَم أيّها القاضي أنّ ميلاد المسيح يعني اتّحاد كلمة الله -الربّ يسوع- بجسد إنسان.
ومِن يومها وُلِدَت البشريّة كلّها إلى يومنا هذا..
وهل تَعلَم أيّها القاضي أنّ المسيح وُلِدَ لأجل العالم كلّه، ولهذا فالعالم كلّه يَستَخدِم التاريخ الميلادي.. يستخدمه المسيحيُّون وغير المسيحيّين، والمسلمون والشيوعيّون.. كلّهم يذكرون المسيح المولود لأجلهم، دون أن يدروا.
أيّها القاضي، أرِني بلدًا واحدًا في العالم لا يخضع لتاريخ الميلاد المسيحي..!
+ الابن الحبيب..
لقد كانت الكنيسة مُعتادة أن تُعَيِّد عيد الميلاد مع الغطاس في يوم واحد، في القرون الأولى، لأنّها كانت تَعتَبِر أنّ ميلاد المسيح يُعنِي ميلادي الجديد.
فنحن المسيحيّين لنا ميلادان:
1- الأوّل: جسديّ، من آدَم الأوّل، وفيه نأخُذ ملامح وشكل آدَم الجسدي التُرابي الذي من الأرض، ثمّ لابد أن ننتهي للأرض ونموت.
2- الثاني: سماويّ، من آدَم الثاني "الربّ من السماء" (1كو15: 47)، لأنّ الكلمة الله الذي مِن السماء، صار جسدًا بحلول الروح القدس على العذراء.
نحن نولَد من فوق بالماء والروح، ونصير أولاد الله (أبانا الذي في السموات)، ولنا صفات الآب السماوي (المحبّة والوداعة..)، ونعيش على الصلاة وكلمة الله، ونأكُل جسد ابن الله ونشرب دمه، ونسلك بحسب إنجيله.
وكما أنّ الميلاد الجسدي ترابيّ، وينتهي بنا إلى التراب، كذلك الميلاد الثاني روحانيّ، ينتهي بنا للأبديّة، ليس فقط 1976 سنة، بل إلى الأبديّة.
فنحن أخذنا في المسيح عُمرًا أبديًّا..
فهل عَلِمتَ يا أخي عمرك الجديد؟!
أهنّئك بهذا الميلاد الجديد، الذي به قد أخذتَ عُمرًا أبديًّا.
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد يناير 1976م)
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.