كتب - محرر الاقباط متحدون 
أحييت كنيسة الروم الارثوذكس ، تذكار لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، وبهذه المناسبة ، نشر نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، مقال لرئيس الأساقفة الصربي وقديس الكنيسة، القديس نيكولاي فيليميروفيتش.
 
عندما هربت العائلة المقدسة من سيف هيرودس وكانت في طريقها إلى مصر،  كان يوسف البار يقود الحمار، الذي حمل ممتلكاتهم القليلة، وكانت السيدة العذراء راكبة وهي تحمل ابنها على صدرها.
 
 ظهر بعض اللصوص على الطريق، بقصد اختطاف المسافرين، وأمسكوا الحمار واقترب أحدهم من والدة الإله ليرى ما الذي كانت تحمله. بمجرد أن رأى الطفل يسوع، تفاجأ بجماله غير العادي، ثم صرخ من دهشته: "إذا أخذ الله جسداً بشريًا، فلن يكون أجمل من هذا الطفل!". ثم أمر السارق شركائه بعدم الإمساك بأي من هؤلاء المسافرين.
 
بمليء بالامتنان لهذا اللص الكريم، قالت له العذراء مريم والدة الإله: "إن هذا الطفل سيكافئك بأجر عظيم، لأنك حميته اليوم". وبعد ثلاث وثلاثين عاما كان نفس الشخص معلقا على الصليب، بسبب معاصيه، مصلوب عن يمين صليب المسيح. كان اسمه ديسماس وكان اسم اللص الآخر من يسار صليب المسيح جستاس. عندما رأى ديسماس يسوع المسيح البريء، والذي بلا خطيئة، مصلوب، تاب عن كل شر فعله في حياته. 
 
وعندما جدف جستاس على الرب، دافع ديسماس عنه بقوله: "أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ" (لوقا 14:23). من أجل ذلك كان ديسماس هو اللص الحكيم الذي قال له مسيحنا: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا 43:23). فالرب أعطى الفردوس لمن حماه وهو طفل