نيفين سوريال
ما أجمل القلب الذي يراه ربنا الحبيب مثل قلب طفل، فقط عندما يكون لك قلب طفل تقدر ان تغفر لأن الطفل الوحيد هو الذي يغفر وينسي قسوة أبوه عليه لأنه يعلم جيدا أن قسوة أبوه حتى لا يخطفه أحد وحتى يبعد عن الشر.
عندما كنت طفله كنت أحب العيد جداً ليس كباقي الأطفال لأن العيد هو العيدية والهدايا والإفطار بل كنت أرى أن العيد هو الفرح والتصالح وهو الوقت الذي عندما يأتي يتصالح فيه الأقارب والأشقاء والأصدقاء، فكنت أتمني أن يكون كل يوم عيد ليصطلح الناس بعضهم مع بعض. وكنت أجلس وأنا طفلة وحدي أبكي دون أن يراني أحد أصلي للرب وأقول له يارب يتصالح أبي وأمي مع بعض الناس ويغفروا لهم وأن لا يوجد بينهم مرة اخري خلافات يارب يارب. وعندما كان يأتي العيد كانوا بالفعل يتصالحون مع بعض ولكنني أري أن البعض منهم يتصالح ولكن قلبه غير نقي وهذا كنت أعرفه من ردودهم والقائهم لبعض الكلمات والنظرات بدون نقاء أي يمثلون علي الآخرين انهم غفروا وإن كانوا هم من اخطاؤا في اخوتهم، ومن هنا أدركت أن الغفران لابد أن يكون بفرح في القلب مثل فرح العيد، فنحن نعيد لأننا نحتفل بميلاد مخلصنا المسيح الحي وقيامته الذي أقامنا معه لنحيا إلى الأبد معه لأنه خلصنا من خطايانا علي خشبة الصليب مصلوباً بدلا منا ليرحمنا من لعنة الموت والجحيم،
إن الفرح هو الذي ينبع من المحبة الداخلية في القلب، هو الرب الحي داخل قلب الانسان لأنه مكتوب الله محبة لذلك كل من يغفر لأخيه هو مولود من الرب والمولود من الرب لا يقدر أن يخطئ أي لا يحمل تعيير علي قريبه ولا يكون قاسي القلب.
محبة الانسان تنبع من سكون الرب فيه بروحه، مكتوب يعرفون من ثمارهم "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ،" (غل 5: 22). وثمر الروح هو محبة وفي هذه الأيام التي نعتبرها آخر الأيام تقسوا فيها القلوب بسرعة وبشده لأنه مكتوب "وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ." (مت 24: 12). لذلك قال الرب إن عدم الغفران هو خطية من الخطايا التي تحرم الإنسان من سكنى ملكوت السموات لأنه مكتوب "وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ." (مت 6: 15). لأن الصلاة المقبولة تنبع من قلب مملوء من التوبة والإيمان.
وروح المغفرة للآخرين هو اقتداء بالمسيح وهو عربون المغفرة منه. نعم إن هذا لا يخلِّص، لكنه علامة تجديد القلب. "وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا" أي إن وُجدت في الإنسان كل الفضائل ولم يكن فيه روح المغفرة، فجميع تلك الفضائل لا تكفي أن تجعل صلاته مقبولة، لأن الصلاة المقدمة من قلب قاسي وغاضب لا تُقبل أبداً. وإن لم نغفر لا يُغفر لنا، وإن متنا بدون مغفرة هلكنا.
فمن لا يغفر لغيره يكون قد هدم الجسر الذي يقتضي أن يعبر عليه، لأن كل إنسان محتاج إلى المغفرة. لذلك الذلات هنا هي أن شخص أخطا في حق شخص أخر ولم يغفروا لبعضهم لذلك ندعوا الله أن يعطينا دائما قلب غافر لنعاين السماء لأن قلب الإنسان الغافر لابد وأن يسلك ويعمل بمحبة، والمحبة إذا سكنت في القلب يأتي بعدها باقي الثمار لذلك نجاهد ضد خطية عدم الغفران ونستعد لنكون مملوئين من روح الرب "امتلئوا بالروح (أف 5: 18)." لأنه مكتوب "وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ." (2 كو 3: 17). والحرية هنا ليس فيها نفاق ولا رياء ولا كره لأنها حرية أبناء المسيح المستعدين للقاء العريس لأنه إذا جاء العريس ووجد أن العروس مزينة بدون قنديل الزيت أي روح الرب يقفل الباب في وجهها لأنه لا يعرفها، فكن مستعد لروح الغفران وأمتلئ بها.
كنت أتعجب من صلاة بعض الناس وهم يصلون "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ." (متي ٦) كيف كان يصلون بشفاههم اغفر لنا وهم لا يغفرون .أفليس هذا كذب؟ . حينما كنت ادرس الكتاب المقدس بعهديه وجدت أن كل من كان قلبه قاسي هلك لأنه يحمل في قلبه شيطان القسوه وعدم الغفران والكبرياء والتعالي علي الآخرين؛ وحينما كنت ادرس المشورة وعلم النفس وجدت أن كل مريض نفسي ويوجد في نفسه تعب هو كان يعيش مع قاسي القلب.
وقد قمت بعمل بحث عن القسوة على الأطفال لأن كانت معي حالة شاب يعاني من وجع في نفسه مرض نفسيا بسبب قسوة أمه عليه وتعاملها معه وكان عنوان البحث "احفظ طفلك من قساوة قلبك"، لذلك عامل طفلك بحنان، حب ورعاية الأب الحنون حتى يعرف طعم المحبة ويتذوقها وليس التذوق فقط بل يمتلئ بالمحبة.
لذلك لابد وأن تعلم و تعرف اطفالك أن المحبة هي الرب يسوع الذي بذل خديه للضرب وظهره للجلد لأجل أن يُخلصنا من نار الجحيم، مكتوب "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16). كما مكتوب : «وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ» (متى 18: 15).
في بحثي عن لماذا يحب الغربيون الكلاب؟ في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة، يُقدّر الإنفاق السنوي على الحيوانات الأليفة بأكثر من 100 مليار دولار. ويشمل هذا الإنفاق تكاليف الرعاية الصحية، والغذاء، والمستلزمات، والخدمات الأخرى للحيوانات الأليفة. والسبب هو فقد المحبة والانشقاقات وعدم الغفران لذلك وجدوا ان الكلاب تعتبر رفيقًا للإنسان وصديقًا مخلصًا.
فهم وجدوا في الكلاب الرفقة والوفاء حيث تشكل رفيقًا مخلصًا ووفيًا لأصحابها، وهذا الوفاء والرفقة يمكن أن يخلق ارتباطًا عميقًا أيضاً الدعم العاطفي حيث تقدم الكلاب الدعم العاطفي والراحة النفسية، قد تكون هذه العلاقة مفيدة للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم أو يحتاجون إلى رفيق. فالكلاب تمثل رمزًا للولاء والحب في العديد من الثقافات الغربية، وهذا الأمر يؤثر في كيفية نظر الأفراد إلى الكلاب. بشكل عام، يعزى حب الغربيين للكلاب إلى هذه العوامل والفوائد المتعددة التي تقدمها العلاقة بين الإنسان والكلب والتي لم يجدوها في أقرب الناس لهم.
لذلك صلي واغفر لنفسك وللآخرين كي يغفر لك الرب ولا تنسي أن تذهب لكل من أخطا في حقك وتغفر له، انت اغفر واترك له القرار فإن لم يقبل فهو والرب يتقابلان وللرب الحكم، ولكن ليظهر الرب فيك وتكون نور وملح في عالم مملوء من الشرور، وستكون أنت بنعمة المسيح ابنا له في طاعة الحق فتمتع بنعمة الغفران وتفرح فرحاً ثميناً وتمتلئ بروح الرب. أمين.
نيفين سوريال