ديڤيد ويصا
أوقات كتير بشوف ناس لسه مخطوبين ..
وبيعبَّروا عن مشاعرهم لبعض على فيسبوك بطريقة وكلمات مُبالَغ فيها ..
وبعد وقت قليل (أو مش قليل) بيفُكُّوا الخطوبة!
أوقات بنشوف مُغنيّة بتعبَّر عن حُبَّها لجوزها في أغنية ..
بكلمات بتوصف أد إيه هو غير كل الرِّجَّالة ..

وبعد وقت بنُفاجأ انهم انفصلوا، وطلع زي (أو أسوأ من) رجَّالة كتير!
أوقات بنشوف ناس بتشهد عن شفاءها من مرض ملوش شفا ..
وبعد وقت بيرجع ليها المرض تاني، ويمكن أشرس، وبتموت!
--

لما الناس دي بتوصف مشاعرها أو فرحتها في وقت ما ..
أرجوكوا بلاش نستهين بيهم ونحس انهم مزوِّدينها ..
ونبقى جُوّانا بنقول: "ابقوا ورُّونا نفسكوا كمان شويّة هتقولوا إيه" ..
لأن حتى لو اللي جاي هيكون مختلف، ويمكن يكون عكس اللي بيقولوه ..

ده مش سبب انهم يبطَّلوا يعبَّروا عن نفسهم في "اللحظة" اللي هُمَّا فيها ..
وكمان لأننا منعرفش كمّ التغييرات والضغوط اللي ممكن يتعرَّضوا ليها ..
واللي ممكن تغيَّر نظرتهم وحُكمُهُم على الأمور، بين الماضي والحاضر!

والأهم اننا مينفعش نحكم على مشاعر الناس وخبراتهم ..
من مشاعرنا احنا وخبراتنا، مهما كانت سلبيّة أو إيجابيّة ..
لأن كل واحد ليه شخصيّته وظروفه وتحدّياته ومخاوفه!
--

بالنسبالي انا، كتير بقع في الفخ ده واحس ان الناس بتبالِغ ..
بس برجع واقول لنفسي ان حتى لو ده إحساسي وقناعتي حتى ..
ده ميدِّينيش الحق اني استهين بيهم وبمشاعرهم وبفرحتهم ..
ويوم ما تتغيَّر الظروف ويتكسروا، ده مش سبب للشَّماتة ..

لكن دافع اني اتعاطف معاهم واحس بوجعهم وكسرتهم ..
وان مفيش إنسان سوي هيكون غاوي عذاب أو وجع ..
وحتى لو كان بيعبَّر عن اللي نِفسُه يعيشه، مش اللي عايشُه ..
هتمنّى ليه انه يعيش اللي نِفسُه يعيشه، حتى لو مش عايشُه دلوقتي!
--

ارحموا الناس، يرحمكوا الله. وقدَّروا وجع الناس بنفس تقدير الله ليه ..
وافتكروا ان الرب يسوع قبل ما يشفي الأطرش اللي مش بيعرف يتكلِّم ..

رفع عينه للسَّما واتوجَّع عليه بأنين، وكأنه بيتَّحِد بوجعه بمواجدة حقيقيّة ..
من غير ما يستهين بوجعه أو يتعامل معاه من بعيد بدون إحساس (مر٣٤:٧)
ديڤيد ويصا