منظمة الحفل تعتذر علناً.. وماريا زاخاروفا: "الحياة تعلمنا دروساً مؤلمة.. هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى إدراك عمق المشكلة والتحسن من أجل مصلحتهم"
أثارت حفلة نظمها مشاهير روس في ملهى بالعاصمة موسكو، سخطاً في روسيا بسبب مشاركة المدعوين وهم "شبه عراة"، وسط تعاظم المنحى المحافظ في البلاد منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واندلعت الفضيحة إثر ظهور شخصيات من قطاع الترفيه الروسي قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي بملابس داخلية أو أزياء جريئة، ما أدى إلى توقيف مغني راب شهير ودعوات للمقاطعة وفتح تحقيق جنائي.
في مواجهة ردود الفعل هذه، في مجتمع روسي يشهد توتراً متزايداً بسبب الصراع في أوكرانيا، نشرت منظمة الحدث أناستاسيا إيفلييفا اعتذاراً بالفيديو ظهرت فيه باكية. وقالت: "أود أن أطلب منكم، أيها الشعب، فرصة ثانية.. إذا كانت الإجابة لا، فأنا مستعدة لإعدامي علنا".
ورفع أكثر من 20 شخصاً دعوى قضائية جماعية ضدها، مطالبين إياها بدفع مليار روبل (11.11 مليون دولار) لمنظمة تدعم الهجوم في أوكرانيا.
ولم تنجح اعتذاراتها في تهدئة المذيع التلفزيوني فلاديمير سولوفيوف، وهو مؤثر مؤيد للكرملين. ورد على تليغرام "هل تريدون فرصة ثانية؟ أحضروا لرجالنا (في أوكرانيا) مدافئ وطائرات بدون طيار".
وسبق أن وصف ضيوف هذه الحفلة، في نادي "موتابور" الشعبي، بـ"الحثالة". وصاح بهم قائلاً "ليس لديكم أي فكرة عن مدى كراهية الناس لكم".
وبحسب وكالة "تاس" للأنباء، حُكم على مغني الراب فاسيو - الذي جاء إلى الحفلة بجورب فقط لإخفاء عريه، بالسجن لمدة 15 يوماً بتهمة "الدعاية المثلية" و"الشغب".
وكانت النخبة الثقافية بمنأى عموماً عن التحول المحافظ في روسيا، والذي تفاقم بسبب الصراع في أوكرانيا.
كما طلب نجم البوب فيليب كيركوروف الصفح بعد ظهور صور له وهو يرتدي الدانتيل. وقال أمام الكاميرا "في هذه الأوقات الصعبة والبطولية، لا يمكن لفنان من مستواي ولا ينبغي له أن يكون غير مسؤول إلى هذا الحد".
واعترفت كسينيا سوبتشاك، الإعلامية وابنة مرشد فلاديمير بوتين، التي ظهرت بفستان باللون البيج عليه أشكال لأسلاك شائكة، على شبكات التواصل الاجتماعي بأن "عرض صور الحفلة أمام العالم أجمع كان غير لائق".
كما قال المغني ديما بيلان إنه يتفهم "استياء شعبنا، وخصوصاً الرجال الذين يدافعون عنا على الخطوط الأمامية".
ورفض الكرملين التعليق. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن "الحياة تعلمنا دروساً مؤلمة".
وحذرت من أن "هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى إدراك عمق المشكلة والتحسن. من أجل مصلحتهم".