Oliver كتبها
ثلاثة اشهر قضاها جنيناً مع الجنين.يوحنا في بطن أمه مع المسيح في بطن العذراء.إجتمع الملاك مع صانع الملائكة.إجتمع الرسول السابق مع مرسل الرسل.كأنه جاء يضع الرسالة فى قلبه فى مهده فى طفولته لأنه سيغيب بها بعيداً .هذه الأشهر الثلاثة التى جمعتهما كانت قوة خدمة المعمدان.
يوحنا المدعو من الله فى بطن أمه يطمئن كل من ينزل إلى بطن المعمودية أنه مدعو فى المسيح يسوع.
حين أخبر الملاك زكريا الكاهن أنه سيكون صامتا فهو كان يشير إلى سكوت كهنوت العهد القديم.لأن العهد الجديد سيبدأ بصراخ المعمدان فى البرية.
عند مولده عاش بالروح وليمة الروح و عند موته وليمة هيرودس للجسد.فى ركنها الأيمن طبق فارغ ينتظر أن يوضع فيه طعام الإيمان.لأن رأس الرجل النقى قد حوت غذاءاً عظيماً لشعب إسرائيل.إبن الولائم هيأ الشعب للوليمة الأعظم.
يوحنا النبي الذى صار سلماً يصعد به العهد القديم إلى العهد الجديد.طريقاً يقدمنا إلى الطريق.نورالساعة الذى أوصل الشعب إلى النور الأبدي الحقيقى.إن مكامن البر فى يوحنا لم تزل لم تنكشف كلها.
الله الكلمة وضع الصرخة فى فم يوحنا ,جعله أسد برية شرق الأردن.يزأر ضد الشر .يخدم بإستقامة و لا يهاب أحداً.سكنه سكون البرية فعاش راهباً يصادق الملائكة .أعده الله لكي يعد لله شعباً مستعداً.إذ سكن المسيح عنده في البيت جنيناً كان يأتمنه على أسرار الخلاص فإقتناها منطلقا يختلي بالله.
كل الأطفال تصرخ عند مولدها أول نطقها صرخة. صار مولد يوحنا نفسه الصرخة التى وضعت حدا فاصلا بين العهدين, عظم الرسالة التى تثقل بها المعمدان جعلته يصرخ حتى موته.طفولته صرخات ألم و عزلة.صباه يُتم و وحدة.شبابه صراخ إلى الله و صراخ فى البرية للشعب.لأنه كان يبصر الطريق و يعرفه.كان صراخه هتافاً لإستقبال العريس.كانت صرخة لا يحل لك قدام هيرودس هى الصرخة التى وضعت رأسه على طبق.لم يزل يوحنا ضميرا حياً يصرخ فى الضمائر الميتة كى تفيق.
كان يوحنا أول من فرح بالعهد الجديد.إرتكض بإبتهاج فى بطن أمه.صار الفرح بالمسيح يلازمه حتى إعتبر أن المسيح صديقه.صار صديق العريس.عاش فرحة العرس قبلما تتحقق.إنتظر أن يظهر العريس فيفرح بإعلانه للعروس.يكمل فرحه حين يجئ المسيح و يؤسس الخلاص فتنشأ الكنيسة من غير شك.
من الكرمل ينادى .فى شرق الأردن يصرخ .لأن القادم نحونا قد ذهب إليه.رأى المسيح فصاح فى الكل هذا هو الذى قلت عنه.لأن يوحنا فى كل رسالته لم يقل إلا عن المسيح,شهد للمسيح لذلك إستحق شهادة المسيح له.هكذا تكون الطوبى الأبدية لمن يشهد المسيح حمل الله.
الله جعله السابق له في ولادته.الشاهد له فى جيله و ما بعد جيله. يوحنا كان شخصا و صار رمزاً لكل شاهد أمين للمسيح و لكل كارز تقى و لكل من يفرح بمجد الأعظم من الكل.بهذا المعنى تكون ولادة يوحنا فى كل كنيسة مطلب حتمى.ولادة شاهد يعط المجد لله لا يسرق منه شيئاً.ولادة كارز تنطق حياته بأنه نور صغير يشير للنور الحقيقى الرب يسوع.إن هذا الكارز يصير أعظم مواليد الناس في جيله.