حمدي رزق
«ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا
وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا»..
ربنا ما يقطع لنا عادة، ولا يحرمنا من قداس عيد الميلاد المحيد، أنوراه تشع فى كنائس المحروسة، غبطة وسرور، «وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
فعلت الكنيسة المصرية خيرا بالدعوة لاحتفال عيد الميلاد، حسنا دعت المحبين لحضور القداس، وربنا ما يقطع لكنيستنا الوطنية عادة محببة، معلوم عيد الميلاد مصرى قلبا وروحا، يحتفى المسلمون بالميلاد محبة فى المسيح عليه السلام، ومودة لإخوتنا بين ظهرانينا.. كل ميلاد وانتم طيبين.. عيد ميلاد سعيد مجيد.
أجمل وأعظم صور التضامن مع الأحباء فى غزة، صلاة لنصرتهم فى قداس الميلاد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية.. تعزية ومشاطرة وطبطبة على القلوب المحزونة، نحن نصلى من أجلكم.
انشروا الغبطة فى العالم تشع من أرض السلام، احتفلوا ولا تمكنوا عدوكم من قتل حبكم للحياة، هذا عدو يقبر الأحياء، ويطفئ الشموع، ويقصف الآمنين ولا يرعوى لميلاد المسيح عليه السلام، فليمنحنا أمير السلام عليه السلام الرجاء والمحبة والسلام الحقيقى.
قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يصلى دوما للسلام «نرفع قلوبنا إلى الله تبارك اسمه، نصلى من أجل حفظ وسلام بلادنا والسلام فى كل مكان، ولينجى الله الشعوب من ويلات الحروب والنزاعات، ونصلى من أجل الحكمة لكل الرؤساء وقادة الحكومات والجيوش لكى تسود المحبة ويعم السلام على كل البشر».
مقاومة الاحتلال ليست بالرضوخ لمشيئته فى إظلام الحياة، أبدا لن يطفئ الاحتلال أنوار عيد الميلاد، لن يخمد القصف فرحتنا بالميلاد، ولن يقبر غبطتنا بأجراس الميلاد.
غنوا من أجل السلام، وكما تغنى العندليب الأسمر «عبد الحليم حافظ» من كلمات طيب الذكر الخال «عبد الرحمن الأبنودى» فى موال النهار:
«أبدًا.. بلدنا ليل نهار
بتحب موّال النهار
لما يعدّى فى الدروب
ويغنّى قدّام كل دار
والليل يلف ورا السواقى
زى ما يلف الزمان.. وعلى النغم
تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان
تحلم ببكرة.. واللى حيجيبه معاه
تنده عليه فى الضلمة وبتسمع نداه».
إذا مهد المسيح «بيت لحم» باتت حزينة كسيرة فى الميلاد، شجرة الميلاد لم تسطع أنوارها فى الجوار، فلنعوضهم بأنوار ساطعة تفج من المحروسة تضامنا، أوقدوا الشموع تعزية ومشاطرة، وصلوا من أجل المعذبين فى الأرض المحتلة.
«طُوبَى لِصَانِعِى السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (مت 5: 9)، بيت لحم مهد المسيح حزينة، ومصر حضن المسيح تشاطرها الأحزان، رسالة قداس الميلاد بالمصرى، نداء للسلام، دعوة للحياة، لإيقاف الحرب، ورحمة بالأبرياء الرسالة بعلم الوصول، ستصل حتما إلى إخوتنا، قلوبنا معكم، ودعوات وصلوات وتسابيح وتبريكات، وصلوا من أجل السلام الكامل والمحبة والقبلة الطاهرة.
مصر بلد الميلاد، حضن السيد المسيح، ورحلته فى المحروسة معالم على الطريق، ورحلة العائلة المقدسة تروى ما تيسر من محبة المصريين للسيد المسيح عليه السلام، وأمه «أم النور» التى أنارت الديار بطهرها وبتوليتها، واسمها «مريم» يزين سورة من القرآن الكريم.
فليكن قداسا مصريا عالميا، دعوة للسلام، مفعما بالسعادة الروحية، رسالة من أرض السلام، رسالة السلام، مصر بلد السلام ولا تعرف سوى السلام، ولا تنطق سوى بالسلام، وقالوا سلاما.
نقلا عن المصري اليوم