ماجدة سيدهم
واطرقي بابي الموصد على توقعاتي بصولك الآن ..
اطرقي بابي المبلل بصقيع يتمدد على طاولتي الشاغرة من الأحباب ..
لا تحملي لي هذا العام أيضا الهدايا الثمينة ..فكل الهدايا الفائتة معلقة على تراب الجدران التى لا تجيد تشغيل صمت المفاتيح
ولا تقدمي لي الأطعمة الساخنة كوجبة أنيقة من النوايا الطيبة ..
.
وهذا الغطاء لا أحتاجه.. فمازال للبرد حكايات أخرى يسمرها التشنج على أطراف قدمي بعد مغادرتك وغلق الباب خلفك من جديد ..
لكن خذيني معك هذا الشتاء ..فأنا تؤلمني الأعياد وحيدا..وأعدك لن تخجلين مني بين الأصحاب.. فأنا إنسان سعيد ونظيف ..
سأرتدي معطفي النحيل الذي سبق وأعطيتيني إياه العيد الفائت أنه منزوع الدفء والأزرار وهذا ليس مهما فقد غسلته جيدا وأزلت عنه غبار التجاهل والافتقاد.. غير أني وجدت في جيبه قصاصة ليست لاسمي ولا لعنواني ..هكذا تصنعون لنا الواجبات على عجلة وتمضون بعيدا .. فعرفت أني لست مهما وأني مجرد رقم عابر ولست الإنسان المخصوص ..
خذيني معك فقد أخذت الدواء حتى لا يزعجك مني السعال ..
خذيني حيث الشوارع السعيدة ورهبة الكتدرائيات المحشوة بموسيقا الأعياد..ودعيني معك ومع الأصحاب اختبر نضارة هذا الاتساع ودفء الزحام ..اختبر تفتح صوتي بالكلام وأفعل مثلكم هذي الصيحات فأنا أيضا لدي صوت قوي يجيد الترنم والضحك
لا تخشوني يا أصحاب..واقرعوا كؤوسكم معي وجربوني فأنا صانع المذاق الأشهى والتأثير السعيد ..
سأنام هذا المساء وأمدد قامتي بحلم سعيد ..مجرد حلم أنكم ستهتمون بي ..
فلا تزعجوني بطرق باب يخذلني مثل كل عام .يلقيني بالهدايا ثم يغلق من جديد .
فقط لا تتركوني هذا الشتاء أيضا وحيد ..