د. أمير فهمى زخارى المنيا
تترسخ في العقول من التراث بعض المقولات والكلمات التي بقيت مع الوقت ودخلت في الحياة اليومية للناس وربما نسوا سببها او قصتها ومعناها والبعض لا يعرف قصتها من الأساس منها مقولة يا ريان يا فجل، تلك المقولة التي يطلقها الناس على أي شخص يحبونه في مجاله، باعتبار انه متميز، في السطور التالية تتضح اكثر معاني المقولة وقصتها والمطرب الذي نسبت له القصة.

المطرب هو المطرب المصري الراحل عبده الحامولي والذي يعد واحدا من أكثر المطربين في القرن التاسع عشر شهرة سواء فى مصر أو على مستوى جيرانها في ذلك الوقت، والقصة أن المطرب عبده الحامولي كان في يومًا من الأيام وأثناء عودته من سهرة امتدت حتى ساعات الصباح الاولى، والتي كانت في بيت واحد من البشوات.

في عودته رأى عجوزة بائعة الفجل وهي تبكي وتنتحب على سوء حظها، فاقترب من العجوز وسألها عن سبب حزنها مستفسراً منها، فأخبرته أن الفجل الذي بحوزتها لم يباع منه شيء بسبب أنها لا تستطيع التسويق له بصوتها والغناء على عكس الفتيات الصبيات الصغيرات اللواتي يبعن أكثر منها وأن عليها مسؤوليات كثيرة أرهقتها وأنها تعول أسرة كاملة.

وهنا قرر المطرب عبده الحامولي أن يتولى زمام المبادرة ليساعدها بطريقة مختلفة، حيث أمسك بأعواد الفجل مغنياً ريان يا فجل، فاجتمع الناس حول الحامولي يستمعون لجمال صوته، ويتزاحمون عليه، من حبهم لغنائه وصوته، ويشترون الفجل من المرأة العجوزة، فقرر الحامولي أن يبيع لهم فجل المرأة بطريقة مختلفة ليجلب لها أعلى سعر فجعل البيع مزاد بحيث يزيد الناس بعضهم على بعض في سعر الفجل ومن يدفع أكثر يشتري الفجل.

 وبعد دقائق انتشر الخبر فحضر للمكان كبار الباشوات الذين كانوا عائدين من السهرة التي كان يغني الحامولي فيها وشاركوا في الحدث الغريب والاحتفال مع الناس، واشتروا الفجل بجنيهات ذهب في عشق وحب الحامولي وصوته، مما كان سبب في ان الحامولي قد باع وأعطى تلك السيدة ما يزيد من قيمة ثمن بيت كامل.

وبقي هذا الموقف للناس يتحاكون عنه ويتسامرون به وظهرت بسبب هذه الحادثة مقولة أن الحامولي فريد عصره ولو غنى يا ريان يا فجل فسوف يبقى متميزاً، وبقيت هذه المقولة بين الناس مثل المثل والحكمة تطلق على كل من يؤمن بموهبة وقدرة شخص ويرى أنه متميز حتى ولو قدم أبسط شيء.
وإلى اللقاء فى مقوله جديده ...تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا