د. أمير فهمى زخارى المنيا
فاكرين فلاح كفر الهنادوه وكاريكاتير مصطفى حسين ويجعله عامر ..
الفكره مؤخوذه من قصه الفلاح الفصيح...
نبتدئ المقال...
كلنا بنسمع عن مصطلح الفلاح الفصيح لكن منعرفش ايه حكايته
دي كانت قصه من اجمل قصص المصري القديم
الحكاية باختصار كان في فلاح بسيط من وادي النطرون اسمه (خو ان انبو)...
كان في يوم من الايام سايب زوجته واولاده واللي يكفيهم من اكل وشرب واخد حميره وعليها بضاعته وراح يبيعهم في العاصمه اهناسيا (بني سويف ) وفي طريقه عدى على حقل كان مشرف عليها واحد اسمه جحوتي نخت اللي للاسف طمع في حمير الفلاح وعمل خدعه عليه عشان ياخد منه حميره...
الفلاح كان المفروض يعدي من طريق ضيق ولكن جحوتي نخت سد عليه الطريق ده فأضطر الفلاح انه يعدي من جانب الحقل بتاع جحوتي نخت ... وهو معدي أكل حمار الفلاح من الحقل قضمه من الشعير وطبعا جحوتي نخت استغل الفرصه وصمم انه يقبض على الحمار قال يعني الحمار بيفهم 😁
لكن الفلاح حس بالظلم وهدده بانه هيروح يشتكيه لناظر الخاصه الملكيه .. فالكلام ضايق جحوتي نخت وقرر انه ياخد حميره كلهم ومش بس كده كمان انهال عليه بالضرب😥 يعني المفروض يسرقه عيني عينك والفلاح يسكت 😂
ولكن الفلاح ميأسش وراح العاصمه عشان يقدم شكوى وبالفعل قدم شكوته لناظر الخاصه الملكيه اللي بدوره صعد الشكوى للملك ..... الملك كان محب للادب ولما قرأ شكوى الفلاح اعجب جدا ببلاغته وامر وزيره بأنه يأخر الرد عليه عشان الفلاح يزيد في شكواه وكمان امر بانهم يتكفلو برزق زوجته واولاده...
والفلاح فضل يبعت لحد ما وصلو لتسع شكاوى وبعدها يأس وحس ان ناظر الملكيه متواطئ مع جحوتي نخت ولكن الفرج بيجي والملك بيأمر بتجريد جحوتي نخت من كل ممتلكاته واعطائها للفلاح وكمان حميره وبضاعته
مقتطف من مناشدة الفلاح الفصيح:
"يا مدير البيت العظيم، يا أعظم العظماء، إنك أب لليتيم، وزوج للأرملة، وأخ لتلك التى نُبذت، وغطاء لذلك الذى لا أم له.. دعنى أجعل اسمك فى هذه الأرض يتفق مع كل قانون عادل، فتكون حاكماً شريفاً مشجعاً للعدل يلبى نداء المستغيث. إنى أتكلم، فهل لك أن تسمع؟.. يا مثقال الميزان، لا تمل، ويا خيط الميزان لا تتذبذب. إن الإنسان سيموت مع خدمه، وهل ستكون رجلاً مخلداً؟ إن العدل يفلت، والقضاة ينحازون إلى جانب اللص.. إن الذى يجب عليه أن يحكم بالقانون يأمر بالسرقة، فمن ذا الذى يكبح الباطل إذن؟ وذلك الذى يجب عليه أن يقضى على الفقر يعمل على العكس، والذى يسير فى الطريق المستقيم يتعثر، والآخر ينال الشهرة بالضرر.. والحكمة تقول: عامل الناس بما تحب أن تعامَل به.. يا أيها السيد العظيم، اكبح جماح السارق.. دافع عن الفقير، واحذر من قرب الآخرة.. وقِّع العقاب على من يستحق العقاب.. إنك قيِّم على الميزان، اقبض على حبل الدفة.. أنت أيها السامع، إنك لا تصغى، ولماذا لا تصغى؟".
فعلا فلاح فصيح... وربنا يجعله عامر... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا