حمدى رزق
لفتنى فى تقرير المركز الإعلامى لمجلس الوزراء بعنوان «حلم المواطنة والوحدة الوطنية»، رقمين مهمين، الأول تقنين أوضاع ٢٩٠٠ كنيسة ومبنى تابع، ( ١٥٠٥ كنائس، و١٣٩٥ مبنى تابعا) منذ مايو ٢٠١٨، فضلا عن إنشاء ٦٩ كنيسة بالمدن الجديدة، وجار إنشاء ٤٣ كنيسة أخرى بالمدن الجديدة أيضاً.. ما يزيد على ثلاثة آلاف كنيسة ومبنى تابع فى خمسة أعوام تقريبا.
التقرير الرقمى المهم يترجمه الدكتور القس «أندريه زكى» رئيس الطائفة الإنجيلية فى تصريح لافت، «الدولة لعبت دورا كبيرا فى تقنين أوضاع الكنائس، فالكنيسة الإنجيلية كان لديها ١٥٠٠ كنيسة، كان مسجل منها ٥٠٠ كنيسة، وفى ٥ سنوات تم تقنين ٥٠٠ كنيسة وبيت مؤتمرات، أى ما تم خلال خمس سنوات يساوى ما تم فى ٢٠٠ عام من تقنين أوضاع الكنائس».
المسيحيون يستحقون كل خير، وأكثر كثيرًا، وملف تقنين أوضاع الكنائس يمضى جيدًا، وجرى تذليل العكوسات المزمنة بإرادة سياسية تُعنى بحقوق المواطنة، وحرية المعتقد، وحق العبادة فى أرض مصر الطاهرة.
ملف الكنائس فى المحروسة جرى عليه تحسينات ترقى لمستوى الآمال والتطلعات، المسيحيون كانوا فى أزمنة غابرة (يطلع روحهم) فقط لترميم جدار فى دورة مياه، لازم قرار جمهورى، وربما يسقط الجدار قبل أن يصدر القرار، هذا إن صدر، فيه كنائس ظلت مغلقة من ستينيات القرن الماضى حتى افتتحت فى عصر المحبة.
زمنًا رزحت الكنائس تحت ربقة ظالمة فى عقود مظلمة، كانت الآبار جفت تماما تحت وطأة هجمة سلفية ضارية، مكنتها الخلايا الإخوانية من التغول على حقوق قبط مصر، مع إرادة سياسية غائبة أو مغيبة أو مشوشة بفعل الهجمة الصحراوية التى هبت على مصر بلباسها وقبلها أفكارها، هبوب صحراوى على الأرض الطيبة، أحالها صَعِيدًا جُرُزًا من فقه المحبة الذى جُبل عليه المصريون.
ملف الكنائس كان معضلة حقيقية، وتفكيك هذه المعضلة كان إشكالية مجتمعية، ولكن القانون كان دواء، القانون هو الحل، وبالقانون تحل العقد وتفكك الأعمال السفلية السلفية، وكما يقولون شعبيًا كل عقدة معقودة ولها حلال، ولطالما توافرت الإرادة السياسية تحلحل المشاكل المزمنة.
الحمد لله أن جعل فينا رئيسًا مؤمنًا بحقوق المواطنة، ولا يفرق بين مسلم ومسيحى إلا بالعمل الوطنى، ومنذ أن وصل الرئيس السيسى إلى سدة الحكم وعينه على المواطنة.
الرئيس السيسى تخطى عقودًا من الكراهية يوم غبّر قدميه إلى الكاتدرائية ليهنئ إخوته بعيد الميلاد المجيد، لم تمنعه فتاوى سلفية كارهة، ولا سوابق رئاسية كانت تحجم عن الزيارة خشية حك أنوف لا تشم عبير المواطنة يفوح من قلوب المصريين الطيبة، ذهب لا يلوى على شىء سوى الواجب، وكررها وسيكررها كعادة رئاسية محببة، والمسيحيون يحبون هذا منه، ويحبونه لأنه أكرمهم فى وطنهم.
وما صدر عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يصب فى جدول حفره الرئيس، الإمام حفظه الله يهنئ إخوته، وما صدر عن رأس دار الإفتاء المصرية، الدكتور شوقى علام، خرج يهنئ إخوته ويوصى بالمحبة، فضلا عن انتهاج أئمة وزارة الأوقاف نهج المواطنة بتعليمات صارمة من الوزير محمد مختار جمعة، الذى يهنئ إخوته من على المنبر الرسمى، الحمد لله، النهر يمتلئ بفيضان المحبة، الله محبة، الخير محبة، النور محبة.
نقلا عن المصرى اليوم