Thomas Sterans Eliot
(1888- 1965 )


إعداد/ ماجد كامل
يمثل الشاعر الإنجليزي ت . س .إليوت Thomas Sterans Eliot ( 1888- 1965 ) أهمية كبيرة فى تاريخ الشعر العالمي بصفة عامة ، والإنجليزي بصفة خاصة . أما عن ت . س . إليوت نفسه  .

أولا :- السيرة الذاتية :-
ولد فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 26 سبتمبر 1888 من أسرة عريقة لها جذورها فى أنجلترا  . وكان أصغر أبناء والديه السبعة ، ولقد عانى من فتق خلقي منذ طفولته مما منعه من المشاركة  فى العديد من الأنشطة الحركية ، فأتجه إلى الإنغماس فى قراءة الكتب . وفى عام 1898 ، التحق إليوت بالتعليم  الجامعى ، ودرس اللغات ( اللاتينية – اليونانية القديمة – الفرنسية – الألمانية ) ولقد برزت موهبته الشعرية  وهو فى سن الرابعة عشر ، وفى عام 1906 ،التحق بجامعة هارفارد قسم الفلسفة ، حيث درس على يد "جورج سانتيانا George Santayana   (   1863- 1952   ) ، وحصل على درجة البكالوروس فى الآداب عام 1909 ، وبعد ذلك عمل كمدرس مساعد فى جامعة هارفارد . واتيحت له فرصة السفر إلى فرنسا بعدها  خلال عام 1910 ،حيث درس الفلسفة فى جامعة السوربون وتعرف على الشعراء الفرنسيين . وعاد إلي هارفارد مرة أخرى عام 1911 ، حيث درس الفلسفات الشرقية  خلال الفترة من ( 1911- 1914 )  ليعود بعدها إلي لندن  ، ويتعرف على عدد من الشعراء والكتاب منهم الشاعر عزرا باوند  Ezra Pound  ( 1885- 1972   )  الذى أكتشف مواهب إليوت الشعرية ، فقدمه للعديد من الشعراء والكتاب والمقفين فى لندن ، كما ساعده على نشر أعماله  . وفى عام 1915 بدأ فى التدريس ومراجعة الكتب ، وخلال الفترة من ( 1917- 1920 ) عمل موظفا فى أحد البنوك البريطانية ، ، وبعدها وخلال الفترة من ( 1921- 1925 ) عمل مراسلا لبعض المجلات الأدبية ، نال الجنسية البريطانية عام 1927  ، وبدأ فى نشر بعض الأعمال الشعرية الكبيرة التي خلدت أسمه بين عالم الشعراء . حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1948  . وأستمر فى الكتابة والنشر بالصحف الإنجليزية المختلفة حتى توفى فى 4 يناير 1965 عن عمر يناهز 77 عاما .

أهم الجوائز  التى حصل عليها :-
1-حصل إليوت على جائزة نوبل فى الآداب 1948 .
2-جائزة جوته فى هامبورج عام 1955 .
3-ميدالية دانتي فى فلورنسا عام 1959 .
4-وسام الحرية من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1946 .
5-وسام الفنون والآداب من فرنسا لاعام 1960 .
6-حصل على ثلاثة عشر شهادة دكتوراة فخرية من جامعات (هارفارد – أكسفورد – كامبردج – السوربون ) .
(موقع أراجيك Arageek ، موقع على شبكة الأنترنت ) .

أهم أعماله الأدبية :-
وخلال حياته أثري المكتبة الأدبية والشعرية بالعديد من الكتب والقصائد نذكر منها :-
أولا : القصائد :-

1-بروفروك وملاحظات أخرى .
2- أغنية حب .
3-الأرض الخراب ( لعلها أشهر قصائده ، لذا سوف نقف عندها وقفة خاصة بعد الإنتهاء من عرض قائمة مؤلفاته ).
4-الرجال الجوف .
5-قصائد آرييل .
6-رحلة المجوس .
7-الرباعيات الأربع .

ثانيا :-  المسرحيات الشعرية :
1-صراعات سويني ( نشرت عام 1926 ، ومثلت لأول مرة فى عام 1934 .
2-الصخرة :- ونشرت عام 1934 .
 3-جريمة فى الكاتدرائية ( 1935 ).
4-حفلة كوكتيل ( 1949 ) .
5-رجل الدولة الكبير (  1959 ).

ثالثا :- الدراسات النقدية :-
1-تقدير جون دريدن .
2-شكسبير وصوفية سنيكا .
3-دانتي ( 1929 ) .
4-مقالات مختارة ( خلال الفترة من 1917- 1932 ) .
5-مقالات عتيقة وحديثة ( 1940 ) .
6-فكرة المجتمع المسيحي ( 1940 ) .
7-ملاحظات نحو تعريف الثقافة ( 1948 ) .
8-فى الشعر والشعراء ( 1957 ) .

( سوف نكتفي بعرض هذه العينة من أعماله ، ومن يريد الإطلاع على قائمة الأعمال الكاملة يمكنه الرجوع إلي  (    ماهر شفيق فريد :- ت . س . إليوت شاعرا وناقدا وكاتبا مسرحيا ، مجموعة من الدراسات بأقلام طائفة من النقاد البريطانيين والأمريكيين ، المجلس الأعلى للثقافة ، 2001 ،  الصفحات من 492- 498 ) .

أهمية شعر إليوت من وجهة نظر النقاد الكبار :-
1- لويس عوض :- نحن أمام مدرسة عظيمة لكل من أبنائها طابعه الخاص ، ولكنهم جميعا يبنون على أساس  إليوت كثيرا أو قليلا . فإليوت بهذا المعنى نقطة تحول فى تاريخ الشعر الإنجليزى ، وهو فى هذا لا يقل شانا عن أصحاب التجارب المعروفة مارلو وملتون ودريدن وشلى  وهويتمان وبقية الخالدين ( لويس عوض : فى الأدب الإنجليزي الحديث ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، صفحة 249 ) .

2- نبيل راغب :- رحل إليوت بعد أن  أحدث لشعره ثورة قلبت المفاهيم الشعرية والنقدية رأسا على عقب ليشمل عديدا من الشعراء فى مختلف أنحاء العالم ، وأعاد للمسرح الشعرى مكانته الذاهبة إلي أغوار الماضى السحيقة ، بعد أن أوشك الشعر على الموت بين كواليس المسرح . ولذلك كتب الشاعر الكبير سيسل داى لويس ينعيه فى جريدة التايمز يوم رحيله قائلا : أخيرا رحل أكبر الشعراء الانجليز تأثيرا فى عصرنا ( نبيل راغب :-أرض الضياع ، ترجمة ودراسة نبيل راغب ، المركز القومى للترجمة ، الكتاب رقم  1808 ،   صفحة 48 ) .

3- ماهر شفيق فريد :-  إليوت قد يكون أقوى قوة شعرية مؤثرة فى عالم اليوم ، فأنه ناقد أدبى خطير الشأن . وهو يمثل فى عصرنا ما كان يمثله ماثيو أرنولد فى العصر الفيكتورى ، لقد عدل إليوت من نظرة جيل بأكمله إلى العقلية الشعرية الإنجليزية  (   ماجاء بقلم كنيث آلوت ، فى كتاب  ماهر شفيق فريد : ت .س .إليوت شاعرا وناقدا وكاتبا مسرحيا ، اختيار وترجمة ماهر شفيق فريد ، المجلس الأعلى للثقافة ، المشروع القومي للترجمة ، 2001 ، الكتاب رقم 275 ،   صفحة 19 ) .

عرض لقصيدة الأرض الخراب :- The Waste Land
يذكر الدكتور نبيل راغب ( 1940- 2017  ) فى مقدمة ترجمته لهذه القصيدة ، أنها قصيدة من نوع فريد ،  لم يقتصر تأثيرها على الشعر الإنجليزي فقط ، بل أمتد التأثير إلى الشعر العالمى كله . ففى العالم العربي فقط ، تأثر بها كل من : "صلاح عبد الصبور  ( 1931- 1981  ) من مصر ، وبدر شاكر السياب (  1926- 1964 )    ) من العراق ، ونزار قبانى ( 1923- 1998  ) من سوريا . ولقد صدرت القصيدة لأول مرة عام 1922 ،  وحول ظروف كتابة القصيدة ،تذكر الكاتبة الصحفية رشا عمران ،أن الشاعر الكبير أصيب بمتاعب نفسية رهيبة ،مما دفعه إلي تقديم أستقالته من عمله فى البنك ، وطلب أجازة طويلة للإستشفاء ، فسافر هو وزجته إلي سويسرا  للعلاج على يد أشهر الأطباء النفسيين . وفى تلك الرحلة بدأ فى كتابة قصيدته ، وفيها يتحدث إليوت عن الخراب الذى لحق بأوربا بعد الحرب العالمية الأولى ، وخيبة الأمل التي أصيب بها جيل ما بعد الحرب .  متصورا  شكل العالم بعد الحرب ، فهو عالم يحكمه الخوف والقلق ، وهو يتنبأ بزوال الحضارة الاوربية قريبا ، فالحضارة التي تنتج الحرروب هي حضارة ضائعة سوف تشد معها البشرية إلي  هاوية كبيرة لن تتجو منها . ولقد كتبت القصيدة فى 443 سطر ،  ولقد أستفاد إليوت  فى قصيدته  تلك من ثقافته الموسوعية ، فأستعان كثيرا بأساطير اليونان والرومان ،كما أستعان بقصدة الشاعر الإيطالي دانتي   Dante (   1265- 1321 ) "الكوميديا الإلهية " Divina Commedia. حتى أنه قيل أنه  لا يمكن فهم قصيدة  إليوت إلا لمن قرأ قصيدة دانتي أولا ، كما أكثر من الاقتباس  من كتاب عالم الأنثروبولوجيا المعروف جيمس فريزر James Frazer     ( 1845- 1941  ) " الغصن الذهبي The Golden Bough . ونجد فى القصيدة  اقتباسات كثيرة من أشعار ( سبنسر – شكسبير – داي – جولد سميث – الشاعر الألماني فرلين – الشاعر الأغريقي أوفيد – بوذا –  الشاعرة اليونانية سافو ... الخ ) . فهذه القصيدة هي ملتقى ثقافات شرقية وغربية قديمة وحديثة ووثنية ( لويس عوض :- دراسات فى الأدب الإنجليزي الحديث ،  صفحة 292 ) .  ونظرا لصعوبة القصيدة النابعة من إشاراتها المتعددة إلي أدباء وشعراء من جنسيات وعصور تكاد تغطي التاريخ الإنساني كله ،اضطر إليوت إلي وضع ملحق فى نهاية القصيدة يشرح فيها ما قد يكون قد صعب فهمه على القاريء أو حتى الناقد المتخصص ، والقصيدة يسودها روح التشاؤم ، فهو يصف حياته فيقول ( حسب ترجمة سلامة موسى ) .

لقد  تعبت من حياتي
وحياة أولئك الذين سيعقبونني
وانا أموت مييتتي وميتة أولئك الذين سيجيئون بعدي
أجعل عبدك يرحل
بعد أن رأى خلاصك
وجائتني كلمة الله وهي تقول
أيتها المدن التعسة التي أنشأها رجال مدبرون
أيها الجيل التعس المؤلف من رجال مستنيرين
لقد أوقع بكم فى تيه براعتكم
ولقد صرتم تباع بما كسبتم من مخترعاتكم
( سلامة موسى:- الأدب الإنجليزي الحديث ،  صفحة 122 ) .

بعض  مراجع المقالة :-
1-ماهر شفيق فريد :- ت . س .إليوت شاعرا وناقدا وكاتبا مسرحيا ، مجموعة  من النقاد البريطانيين والأمريكيين ، المجلس  الأعلى للثقافة ، 2001 .
2-سلامة موسى :- الأدب الإنجليزي الحديث  ، الفصل الخاص ب ت . س . إليوت ، الصفحات من ( 119-  122 ) .
3-لويس عوض :- فى الأدب الإنجلزي الحديث  ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1987 ، الطبعة الثانية ، الصفحات من ( 286- 377 ) .
4-نبيل راغب :-أرض الضياع ، المركز القومى للترجمة ،  2011 ، الكتاب رقم 1808 .
5-موقع أراجيك Arageek https;//wwwarageeek.com
6-T.S.Eliot /Biography,Poems,Works.Importance ,Facts , Britannica