محرر الأقباط متحدون
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء الثالث من كانون الثاني يناير ٢٠٢٤ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يدعو الآباء السادة النواب، تكرارًا، إلى الوفاء بالاستحقاق الدستوري المُلزِم والقاضي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، توفيرًا على البلاد مزيدًا من الانهيارات ومن عدم الاستقرار.
2 يعبِّر الآباء عن استنكارهم الشديد ما يتعرّض له قطاع غزة والضفة الغربية من تقتيل وتدمير وتنكيل على يد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين، يصيب المدنيين قبل سواهم. ويدعون مع كل أصحاب الضمائر الحية في العالم، إلى وقف نهائي لإطلاق النار، تمهيدًا لبدءِ مفاوضاتٍ بين الأطراف المعنيين، على قاعدة حل الدولتين.
3 كما يتخوّف الآباء من مآل التصعيد الميداني في جنوب لبنان، الذي خلّف ضحايا وجرحى بين الأهالي ودمارًا كبيرًا في عدد من القرى والبلدات، فضلاً عن إحراق أحراج وبساتين بالقنابل الفوسفورية، وقد بلغ هذا التصعيد بالأمس الضاحية الجنوبية لبيروت.
4 يذكِّر الآباء بأن زيارة غبطته مع غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وعدد من الأساقفة باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الى مدينة صور، مدخل المنطقة الحدودية، إنما كانت للتضامن مع أهالي الجنوب في هذه المحنة، وللتأكيد على حيوية العيش المشترك وضرورته الوطنية، ولمناشدة المعنيين المحليين وأصدقاء لبنان في العالم الإسهام بفعالية في تنفيذ القرار 1701 الكفيل بردع إسرائيل عن اعتداءاتها، والضامن لإطار واضح وسليم وفاعل للسلام في الجنوب العزيز.
5 إطلع الآباء بقلق شديد على واقع النازحين السوريين إلى لبنان، وما كشفت عنه عمليات الدهم والاعتقال، العسكرية والأمنية، من أسلحة وذخائر نوعية في يد النازحين، بما يشكل قنبلة موقوتة وتهديدًا حقيقيًّا للأمن ولسلامة اللبنانيين. ويطالبون المراجع الرسمية بالعمل الجاد والصارم من أجل ضبط هذا الواقع الحقير، وتدبُّر الرؤية والإجراءات السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى إراحة لبنان من هذا العبء الذي يتجاوز أمانه، ويمسّ في الصميم ديموغرافيته وتوازناته واقتصاده ومعيشة أبنائه.
6 يسجِّل الآباء استغرابهم منحى مشروع الموازنة العامة وما يفرضه من أثقال على المواطنين الرازحين أصلاً تحت أعباء الصعوبات الحياتية والمعيشية. ويرون أن الأوضاع الراهنة تُحتِّم امتلاك المسؤولين في السلطتين التشريعية والإجرائية جرأة معالجة مسألة مالية الدولة بما يُعيد مال الدولة إلى خزينتها، سواء على صعيد المرافق العامة أم الضرائب والرسوم، ومن ضمن شروط العدالة الاجتماعية ومستلزماتها.
7 يرحِّب الآباء بما انتهى إليه اجتماع بكركي برعاية صاحب الغبطة، من تشكيل لجنة برئاسة معالي وزير التربية والتعليم العالي، لدرس السبل الكفيلة بتصويب النصوص القانونية بما يخدم سلامة القطاع. ويجدِّدون المطلب الملح بوجوب حماية حرية التربية والتعليم في لبنان، وتوفير ما يلزم من قوانين وتدابير إدارية ومالية لهذه الغاية، تحمي في آن المعاش الكريم للمعلمين، وامكانيات الأهالي، والمحافظة على المدارس الخاصة في مختلف المناطق.
8 يدين الآباء هذا التمادي المتجنّي والمُعيب، بين الحين والآخر، في التعرض لرجال الدين المسيحيين الذين يؤدون واجبهم ويقومون بخدمتهم في الأراضي المقدسة. ويذكّرون بأن لا حاجة لدى الأحبار اللبنانيين إلى تبرير أي من سلوكياتهم الروحية والوطنية والإنسانية، المستوحاة دومًا من تعاليم المُخلِّص، لا من انفعالات بشر.
9 في زمن الميلاد المجيد، ومع بداية العام الجديد، يبتهل الآباء إلى الله، العليّ القدير، كي يمنّ على لبنان واللبنانيين بفيض من حنوّه ورحمته، بحيث يسلك الوطن الحبيب، أخيرًا، مسلك الخلاص مما ابتُلِي به من محن وأرزاء، ويستعيد حريته وسيادته واستقلال قراره، وينطلق في نهضة مرجوة ترد إليه موقعه الفاعل والكريم بين دول الشرق والغرب.