محرر الاقباط متحدون
في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تحدث رئيس أساقفة أبوجا الفخري بنيجيريا، الكاردينال جون إوناياكان، عن الهجمات الدامية التي شهدها البلد الأفريقي خلال عيد الميلاد، داعياً إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل التصدي للأزمة الأمنية الخطيرة الراهنة في البلاد، معتبرا أن الهجمات الأخيرة المنسّقة تثير الكثير من المخاوف، وعبر نيافته عن امتنانه للبابا فرنسيس الذي سلط الضوء في أكثر من مناسبة على الأوضاع الرهيبة التي تعيشها نيجيريا.
استهل الكاردينال أوناياكان حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أن أعمال العنف، وللأسف، ليست مسألة جديدة بالنسبة لنيجيريا ومع ذلك جاءت الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت عدداً من البلدات والقرى في ولاية بلاتو لتثير المخاوف من تصعيد محتمل، خصوصا وأن المؤشرات تدل إلى وقوف جهات ومنظمات عدة وراء تلك الهجمات. وشاء نيافته في هذا السياق أن يذكر بالكلمة التي قالها البابا فرنسيس يوم الأحد في الحادي والثلاثين من كانون الأول ديسمبر الماضي، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وتحدث فيها عن الوضع الراهن في نيجيريا، متوقفا عند الاعتداءات التي وقعت بين الثالث والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الفائت، وحصدت أكثر من مائتي ضحية، وأكد أنه يرفع الصلوات على نيتهم وعلى نية عائلاتهم. من هذا المنطلق أراد الكاردينال أوناياكان أن يوجه – من خلال موقعنا الإلكتروني – كلمة شكر إلى الحبر الأعظم، وقال: لا نشعر بالفخر عندما يأتي ذكر نيجيريا مقترنا بتلك الفظائع، لكننا نشكر البابا على وضع ما يجري أمام أنظار الجماعة الدولية.
بعدها ذكّر نيافته بأن الكنيسة في نيجيريا تدق ناقوس الخطر منذ عشر سنوات، في وقت أكدت فيه الحكومة أنها تُسيطر على الوضع، وقد رصدت مبالغ طائلة لضمان الأمن، ونشرت العناصر الأمنية وأقامت حواجز التفتيش. ولفت إلى أنه على الرغم من كل تلك الإجراءات والتدابير ما تزال المجموعات الإجرامية قادرة على ارتكاب المجازر، تماما كما حصل خلال الأعياد الميلادية، موضحا أن تلك الهجمات أوقعت أكثر من مائتي قتيل، وأدت إلى تسوية سبع وثلاثين قرية بالأرض. وروى الكاردينال أوناياكان أن التقارير تتحدث عن مهاجمة تلك القرى بشكل متزامن، ما يعني أن العملية كانت منسقة، وتم الإعداد لها مسبقاً. وأضاف نيافته أن الحكومة تتحدث اليوم عن فتح تحقيق في الحادث، وتساءل كيف استطاع المهاجمون الحصول على السلاح والعتاد؟ من يسلحهم ويدربهم؟ وما هي أهدافهم؟ لافتا إلى أن النسبة الأكبر من الضحايا هم من المزارعين المسيحيين، من سكان المنطقة الأصليين.
لم تخل كلمات رئيس أساقفة أبوجا الفخري من توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السابقة مشيرا إلى أنها كانت عديمة المسؤولية، وثمة من يتحدث عن تواطئ بين السلطة والمجرمين. وقال إننا نوجه اليوم النظر إلى الحكومة الجديدة كي نرى كيف ستتعامل مع الوضع، على الرغم من أنها خاضعة للحزب نفسه الذي يحكم البلاد منذ ثماني سنوات. وأضاف أنه لا يعلم ما إذا كانت المجازر الأخيرة ستدخل نفق النسيان أم أنها ستساهم في إحداث فرق ما، كي يتغير الوضع فعلا.
في الختام أكد نيافته أن المواطنين النيجيريين، المسيحيين والمسلمين على سواء، ممتنون للبابا فرنسيس على مواقفه وعلى محاولته لتوجيه أنظار العالم نحو الوضع في البلاد، لأنهم يدركون تماما أن كلمات البابا تلقى آذانا صاغية.